يمكن للقزم ان يبدوطويلا اذا جلس فوق اكتاف «عملاق» والفاشل ناجحا اذا اقترب من الاضواء المسلطة علي «النجوم» ..ولكن عندما تنطفئ الانوار يعود الفاشل فاشلا .. واذا اهتز العملاق سقط الا قزام علي الارض وداستهم الاقدام. كلمات قليلة وبسيطة قالها لي والدي - رحمة الله عليه - في شبابي وبصراحة لم اتوقف كثيرا امامها في ذلك الوقت ولكن بعد سنوات عمري التي تخطت الخمسين انحني تعظيما واجلالا لكلماته فلم اشاهد ناجحا يجلس علي القمة مطمئنا لم يتعب ويعرق ولم يواصل الليل بالنهار في العمل والكفاح .. قال لي والدي: «اذا اردت ان تنجح عليك ان تسير علي قدميك وتحفر طريقك في الصخر بأظافرك فيمكنك ان تنجح بالغش وتتقدم الصفوف بالفهلوة وتحمل علي الاعناق ويهتف لك».. ولكن تذكر ان «الموتي فقط هم من يحملون علي الاعناق» وانك اذا اردت ان تصل للقمة عليك ان تصعد درجات السلم ولا تركب «اسانسير» فالدنيا خلقت في 7 ايام .. والمولود لا يظهر للوجود الا بعد 9 اشهر .. والبناء لايقام في يوم وليلة. نعم شاهدت ان من ركبوا «الاسانسير» للوصول الي القمة سقطوا وتحطمت اعناقهم .. وان «المحاسيب» وذوي الخبرة في الالتصاق بكراسي الرؤساء والجلوس تحت اقدامهم نجاحهم لم يدم لانه يزول بزوال السبب .. فكم من اسماء لمعت وذاع صيتها واحتلت مراكز متقدمة بالصفوف ولكنها سقطت واختفت في زوايا النسيان بمجرد سقوط المسئولين الكبار اوتغير الرؤساء وعادت تسكن من جديد البدروم .. كما شاهدت ان « الصغير» عندما يتولي منصبا كبيرا لا يأتي برجال كبار ليغطي ضآلته .. اوبالعلماء ليخفي جهله .. اوبالاقوياء ليداري ضعفه ..ولكنه يستعين بالاقزام والادني علما والاضعف شأنا حتي يوهم الاخرين بانه عملاق. لقد صادفت في حياتي الكثير من الشخصيات التي تخفي جهلها وضعفها وراء «تكشيرة» و»شخط ونطر» .. وليعلم الشباب ان مصر مقبلة علي حياة جديدة ومشروعات قومية عملاقة لا مكان فيها للاقزام والكسالي وانصاف المتعلمين والجهلاء .. لا مكان فيها للموظفين الجالسين علي مكاتبهم لشرب الشاي وتبادل النكات والقفشات والحديث في التليفونات .. لا مكان فيها لفلاح يسهر امام الفضائيات ليستيقظ بعد اذان الظهر اولطالب يقضي يومه وليله علي المقاهي وفي جلسات السمر.. اولمن يقولون علي «قد فلوسهم» ..ومن يستمتعون بالتكيف والسيارة ووجاهة المنصب.. لامكان فيها للمخربين وترزية القوانين وسماسرة الاراضي .. فمصرنا الجديدة تحتاج الي «عفريتة» العامل و «جلباب» الفلاح وليس لــ «بدلة وكرافتة» البيه المدير . آخر سطر: درس جديد اعطاه المصريون للاخوان وداعميهم بالتسابق من كبار السن والصغار لشراء شهادات استثمار حفر قناة السويس الجديدة والتي وصلت 6 مليارات جنيه في اول 10 ساعات حتي ان البنوك اغلقت الابواب علي الموجودين مثل التصويت في الانتخابات.