اما  (كده) فسنأتي لها بعد قليل، وأما المؤتمر الاقتصادي الذي هو (عندنا)، فقد ذكرني بيوم 12 فبراير 2011، حيث التفاؤل يملأ الأجواء، والكل ينظر لمستقبل مثالي، ورسالة تجوب موبايلات المصريين تقول : »‬من النهاردة دي بلدك انت.. ما ترميش زبالة.. ما تكسرش إشارة.. ماتديش حد رشوة...... » إلي آخر هذه الرسالة الجميلة التي تذكرك بأننا ( كنا حلوين أوي يا خال)، وبأننا قمنا بدهان الأرصفة ( قبل أن يظهر نصابون يدهنون حجرين ويجمعون اللآلاف يومياً من السيارات المارة)، وبأننا سندخل الفاسدون للسجن ( قبل أن يخرجوا لنا مرة أخري ويقرروا خوض الانتخابات)، وبأننا، وبأننا وبأننا، ثم استيقظ الجميع علي معارك أخري دخلناها مرغمين، فانهزمنا نفس هزيمة المسلمين في (غزوة أحد)، حين تكالب (الرماة) علي الغنائم، فاستغل (الكفار) الأمر، ليعودوا للمعركة، وينتصروا.... هذه هي الفكرة. الآمال العظيمة التي يجب ترشيدها، ووضعها في إطارها الصحيح، وكان من الممكن أن أبدأ المقال رابطاً الكرافتة متصنعاً الحكمة وأنا أقول اسطوانة سمعناها من قبل لأكتب : مما لا شك فيه أن المؤتمر الاقتصادي سيكون نقطة انطلاقة قوية للاستثمارات في مصر، قبل أن أزيد وأعيد في نفس الجملة بمعاني مختلفة، مبشراً الجميع بالمستقبل الوردي في اليوم التالي لانتهاء المؤتمر، لكن الحقيقة أن المؤتمر مجرد ضربة بداية، يجب أن نساعد جميعاً علي إنجاحها إذا أردنا استكمال المباراة بأداء مشرف، قبل أن نفكر في الفوز. وبالمناسبة، مصر لا تنتصر بالدعوات، ولا بالأماني، ولا بالأحلام، مصر تنتصر بالعمل قبل كل شئ، وبرغبة حقيقية في العثور علي ضمائر يقظة، يقوم أصحابها بالعمل بكفاءة، ولذلك لا أخجل من أن أقول، وأكرر : لا تعطوا الناس آمالاً عظيمة في المؤتمر الاقتصادي، حتي لا يظنوه الأمل الأخير لهم، فإن انتكس أو تعطل، لاقدر الله، فقدوا الأمل للأبد. هو مجرد بداية، يحاول الإخوان وأعداء مصر إفسادها بشكل أو بآخر، ونحاول نحن وضعها في إطارها الصحيح، ويجب أن تحاول الدولة جاهدة استغلاله في التقدم للأمام، ولن يأتي ذلك بالتفكير في نجاح يومين أو ثلاثة من الندوات وعشاء العمل والصورة الحلوة عبر الإعلام، ولا فقط بالقوانين التي تغيرت أو بالإرادة التي باتت ملحة،، بل بإدارة واعية واحترافية لما بعد المؤتمر، وبمتابعة ورقابة يجب أن يغيب عنها (عقلية الموظفين) ليحل محلها (عقلية المبدعين). بعد المؤتمر الاقتصادي ننتظر عملاً، ومزيداً من الجهد، من الجميع، ونحن، في الإعلام، أولهم، لكن يجب توافر الإرادة والإدارة لدي الدولة، فإن لم تتوافر، فـ (انسي يا عمرو) أو بالأحري (إنسي يا ريس). بعد المؤتمر سنكون علي موعد مع خطوات تنفيذية علي أرض الواقع يجب أن ينشأ من أجلها إدارة / مركز عمليات / وزارة لو لزم الأمر، للمتابعة والرقابة والتنفيذ، قبل أن ننتقل لمرحلة أخري من مباراة المطبات الصعبة، لندخل علي افتتاح مشروعات تنمية قناة السويس الجديدة، وإن لم يوازي ذلك إجراءات إصلاحية حقيقية، في رفع الظلم وتحقيق العدل وإطلاق الحريات الحقيقية، وليس تلك التي نتفاخر بها أمام شاشات التليفزيون وفي افتتاحيات الصحف. هذا عن المؤتمر الاقتصادي.. فماذا عن (كده) أولاً : مفيش حاجة تيجي كده (والكلام عن أشياء كثيرة في البلد)، إهدا حبيبي كده ( والكلام للمسئولين)، وارجع زي زمان ( والكلام لنانسي عجرم فلا نريد الرجوع زي زمان بل احترام المستقبل). وثانياً : احذروا ( سيرينا أهاروني ).. هل تذكروها ؟؟ سيرينا أهاروني إحدي بطلات مسلسل رأفت الهجان حين طرح هذا الأخير اسمها للتجنيد، انطلاقاً من نقدها الدائم لإسرائيل، رد عليه نديم قلب الأسد الذي قام بدوره فناننا القدير نبيل الحلفاوي قائلاً : اللي زي سيرينا أهاروني بيبقي نقدهم للأوضاع، نابع من رغبتهم في إن بلدهم تكون أحسن يا ديفيد. لذا، الكلام علي مستويين يا أساتذة : احذروا سيرينا أهاروني التي تنتقد البلد في (مصر) لأنها تريد مصلحتها، بينما السهام توجه لها من مجموعة من الدراويش ومهاوييس السلطة وجوقة المطبلاتية.. واحذروا سيرينا أهاروني التي تظهر وكأنها تنتقد الإخوان المسلمين مع إنها كانت في قلب الجماعة، لأن انتقادها للإخوان، نابع من رغبتها في أن تكون الإخوان أفضل.. لا أن تمحي أو تستبعد، واللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد