لأن الداعم الأكبر للحوثيين هو إيران. وإيران تسعي لاتساع نفوذها منذ انتهت الحرب مع العراق  أندهش جدا من الخزائن التي تفتح في كل موقف ليخرج منها الماضي والحاضر ، وما أحاط ويحيط بهما من كل شيئ إلا الحقيقة. هواية الكثيرين البحث عما لا يحب البحث عنه لتبرير ما هو مبرر وأمام عينيك. ليس من الضروري أبدا أن نعيد تفسير الحاضر بالتاريخ ، أو نقلّب في هذا التاريخ لنصل إلي الحقيقة. الحقائق في التاريخ حمّالة أوجه ، فنحن لم نعاصرها ومن كتبوا عنها كتبوا ما يريحهم والله أعلم بنياتهم. الذي جري في اليمن جري أمام أعيننا جميعا. والخطأ الواضح فيه هو استعجال الحوثيين علي الإنفراد بالحكم دون تقدير لما حولهم ،أو علي الأقل، وهذا خطأهم الأكبر، دون تقدير للمملكة العربية السعودية ومصالحها في اليمن. لقد نسف الحوثيون كل اتفاق سابق مع القوي اليمنية المختلفة ، واعتقدوا أن تأييد إيران لهم يمنحهم القدرة علي الحركة كما يشاءون. وبالطبع كان للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح دور كبير في ذلك. فهو لا ينسي أنه كان الرئيس ويريد ان يعود هو وأبناؤه إلي الحكم رغم أنه حين تعرض للموت لاذ بالسعودية انتظارا لعودته يوما ليقضي علي الثورة. ولم يكن أحد يدري أن الأمور ستتحرك في الإتجاه المخالف. من حق السعودية أن تشعر بالخطر لأن الداعم الأكبر للحوثيين هو إيران. وإيران تسعي لاتساع نفوذها منذ انتهت الحرب مع العراق. صار أمام السعودية شعار يمكن أن تتحد كثير من دول العالم معها خلفه بالإضافة إلي مصلحتها مع السعودية. هذا الشعار هو شرعية حكم عبد ربه منصور هادي التي أضاعها الحوثيون وعلي عبد الله صالح. ما معني فتح الخزائن القديمة للحديث عن السنة والشيعة هنا ؟ وهل السنة في اليمن غير مسلحين مثلا ؟ هناك في اليمن قوة كبيرة للقاعدة تنتظر الآن النتيجة. وهناك حزب الإصلاح الإخواني وإن لم يكن بقوة القاعدة وقيل أن قائد الجيش الموالي لعلي عبد الله صالح والحوثيين فتح مخازن أسلحة ميليشياتهم واستولي عليها كلها. المملكة العربية السعودية تشعر بالخطر من التوسع الإيراني. وقد تشاركها في ذلك بعض دول الخليج. وللمملكة السعودية أياد علي كثير من الدول الأخري فضلا عن شعار الشرعية كما قلت فطبيعي أن تتداعي الدول لنصرتها. وصل التداعي حدا فاق الخيال كما سمعنا عن استعداد الجيش الليبي للمساهمة ، أو دخول الطائرات السودانية المعركة. تحويل المسألة إلي صراع سني شيعي الرابح الوحيد منه هو القاعدة التي تنتظر. وإلا ماذا سنفعل مع الإرهابيين في سوريا والعراق ، داعش وجبهة النصرة، وهم سنة ، الذين أفسدوا الثورة وجعلوها ضائعة بين نظام قاتل ومعارض أشد قتلا.الحديث عن السنة والشيعة يوسع من المعركة وقد يجد له صدي في بلدان أخري وتتسع المعركة من الجميع. سنترك ما أمامنا ونتحدث عن علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، وكيف لا تري السنة جرما فيما فعله معاوية، وكيف تنتظر الشيعة يوما يأتي فيه المهدي المنتظر ينتقم من معاوية وكل الدولة الأموية ! أو ندخل في من أحق بالخلافة، أبو بكر الصديق أم علي بن أبي طالب ولا ننظر إلي الأمام أبدا ونظل في الدائرة التي لا تنتهي. للأسف لن ينتصر أحد غير الخراب. أرجوكم ضعوا الأمور في مكانها. اليمن لايمكن أن تتسع فيها أي قوة بغير إرادة السعودية. سياسة يعني لا أكثر ولا أقل. فما بالك بجماعة مثل الحوثيين استمدت قوتها من دعم دولة –إيران- تراها السعودية خطرا ولا أعرف كيف فات الحوثيون ذلك. وتعجلوا في السيطرة علي كل شيئ يساعدهم مخلوع يتصور أنه سيخدع الجميع فيما بعد.