استقلال الجامعات هو الخطوة الاولي لإصلاح التعليم الجامعي والبحث العلمي ،ففي العالم كله الجامعات مستقلة.. تقرر أعداد المقبولين بها ،والبرامج التي يتم تدريسها ،والاساتذة الذين يدرسون المناهج..ويختارون رئيس الجامعة بارادتهم الحرة ودون تدخلات من أي نوع ،كما تختار الجامعات التي يمكنها التعاون معها.. شاهدت هذا وأكثر في الخارج ،ولاحظت ان الجامعات بل والمدارس بلا اسوار ولا سلطان عليها.. لا للولاية التي تقع بها ،ولا للوزارة ولا حتي للمجلس الاعلي للجامعات..فقط مجلس الجامعة هو من يقرر ويوجه.. فالجامعة منارة علمية تشع ضوءا لتنير كل ماحولها وأبوابها مفتوحه لكل من يبحث عن شعاع الضوء ،مفتوحة للأهالي في برامج خاصة بهم تخدمهم وتخدم المجتمع ،ومفتوحة للصناعة تنفذ أوامر الصناع والمستثمرين الذين يمولون البحث العلمي.. يفكرون ويحلمون ويطلبون من الباحثين والاساتذة التنفيذ ،وعلي الجامعة السمع والطاعة لخدمة الصناعة وخدمة الدولة وخدمة الانسانية كلها ،وفي نفس الوقت تحصل علي التمويل اللازم لها ولطلابها وباحثيها كل مارأيته في الخارج وجدت عكسه يحدث لدينا.. فالوزارة تعتبر نفسها الولي الشرعي للجامعات ،والمجلس الاعلي يجثم علي أنفاسها،  وبينهما ضاع البحث العلمي وفقدنا استقلال الجامعات وتاه ابناؤنا بين الحركات السياسية والجماعات الارهابية ولم يعد لديهم وقت للدراسة،  فاليوم الدراسي يضيع بين القنابل والمولوتوف والتأمين والتفتيش ،فهكذا يصنع الفراغ.. لو كنا جادين في برامجنا وفي استقلال جامعاتنا كنا سنجد تنافسا وعملا جادا ولن نجد الوقت للمظاهرات والارهاب قرأت ماكشف عنه الزميل الكبير الاستاذ رفعت فياض السبت الماضي ومخالفات جامعتي الاسكندرية والفرنسية من خلال برنامج الشراكة في الطب بالتعاون مع بعض الجامعات الفرنسية ووافق عليه د. سيد عبد الخالق وزير التعليم العالي والمجلس الاعلي للجامعات ،وفجأة إكتشف الوزير أن البرنامج غير قانوني وأن الجامعة الفرنسية لايوجد بها كلية طب أساسا ،وقررالوزير وقف البرنامج وتوزيع الطلاب علي جامعات وكليات أخري وهي كارثة تكشف عن مدي التخبط وعدم دراسة القرارات المصيرية التي تحدد مستقبل أبنائنا لن أحلم ولن أطالب بترك الحبل علي الغارب للجامعات »رغم أن هذا حقها»‬ لتحدد برامجها وتقرراعداد طلابها وتختار برامج التعاون مع مثيلاتها في العالم وترسل أبناءنا للتدريب والبحث في اوروبا وأمريكا وكل الدول المتقدمة.. ولكن ألم يحن الوقت بعد لاطلاق استقلالية الجامعات في البحث العلمي والاستفادة بأفكار العلماء والاستاذة والباحثين دون تكبيل وتقييد وكفي ماتعانيه الابحاث في هذه الجامعات في جو الرعب والارهاب الذي تعمل في إطاره ؟!