ما أعظم نعم الله التي لاتحصي ويأتي العقل علي رأس هذه النعم التي يجب ان نستثمرها للفلاح في الدنيا والأخرة ولانركن الي أي تابوهات أومسلمات لا علاقة لها بصحيح الدين وبدهيات العقل  اندهش لامتداد التطرف وانتشاره بين كثير من المدرسين واساتذة الجامعات الذين يؤيدون الارهاب ماديا وفكريا في الآونة الاخيرة فمعظم هؤلاء مثلي التحقوا بمؤسسات تأهيل المتطرفين في السنوات الاخيرة من حكم السادات وبدايات عصر مبارك بمباركة وتأييد وتدعيم انظمة الحكم ليس فقط في مصر وحدها بل في بعض الدول العربية ايضا وبمظلة امريكية مريبة لم استوعب مغزاها الا بعد ظهور تنظيم القاعدة وتوابعه  ومؤسسات تأهيل المتطرفين التي اقصدها هي المدارس الثانوية والجامعات التي كانت تدفعنا دفعا فيما يشبه حالة التعبئة العامة للتطوع للجهاد ضد الاتحاد السوفيتي المفكك في افغانستان فرغم انني كنت في ثانوية عسكرية لم يتحرج بعض المعلمين ولم يملوامن محاولات اقناعنا في طابور الصباح وداخل الفصول للتطوع رغم اننا مازلنا بمرحلة المراهقة المبكرة وما ادراك ما هذه المرحلة العمرية باندفاعاتها واضطراباتها في حياة الانسان وعجزه خلالها عن اتخاذ قرارات مصيرية مثل الجهاد  وعندما التحقت بكلية الالسن لدراسة اللغة الروسية تلقفتني جماعات التعبئة للجهاد لانني من وجهة نظرهم اجمع بين الحسنيين وهما الاعداد العسكري ومعرفة اللغة الروسية فأخذوا يغوونني باحدي الحسنيين اما النصر علي الاتحاد السوفيتي واما الشهادة في افغانستان وعشت فترة طويلة من الحوار مع والدي أستاذ الفقه بالازهر الشريف - رحمه الله - خلال هذه السنوات العجاف فكريا اتعبته جدالا واندفاعا نحو آراءغير مؤصلة فقهيا تغري المراهقين بلقب مجاهد او شهيد لكنه كغيره من علماء الازهر ظل واسع الصدر قوي الحجة لايمل من كثرة الحوار حتي اقنعني بان الجهاد المطلوب مني حينذاك هو ان اجتهد في دراستي واخدم المجتمع بتخصصي..  اردت بالسرد السريع لملامح التعليم الجامعي وماقبله ان اؤكد ان حكاية الجماعات الجهادية والولايات المتحدة الامريكية من تنظيم القاعدة حتي وقتنا الحاضربمساعدة انظمة ومؤسسات رسمية قد اوقعت كثيرا من الضحايا منهم من نجا بالمراجعة الفكرية ومنهم من خر صريعا لهوي نفسه وغرق للاذقان في التطرف والارهاب .. رغم انتشار فكر الجماعات التكفيرية داخل مؤسساتنا التعليمية لم تعلن واحدة منها حتي يومنا هذا حالةالحشد والتعبئة الفكرية للمواجهة واصلاح مسار التعليم المنكود مصيدة الإرهاب !!  بين عشية وضحاها انقلبت حياتي رأسا علي عقب بعد ان انتبهت إلي أخطر المداخل التي يتسلل منها الشيطان الي الانسان الا وهو اتباع الهوي والتسليم له والاستسلام بدرجة تقترب من التقديس »‬ أفرأيت من اتخذ الهه هواه » لذلك قال الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم: »‬اخوف ما اخاف علي امتي الشرك الخفي»‬ وحتي نتجنب أي شبهة من شبهات الشرك الخفي ينبغي إلا نسلم عقولنا لهوي النفس او لوصاية احد كائنا من كان فكل ما يخالف القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة لايستحق منا إلا ان نضرب به عرض الحائط فالحق لايعرف بالرجال ولكن الرجال هم الذين يعرفون بالحق وكل يؤخذ منه ويرد إلا المعصوم صلي الله عليه وسلم  مع تعقيدات الحياة المعاصرة وتداخل وتشابك تفاصيلها اليومية قد يركز الانسان علي الاسباب والتشبث بها بدرجة تجعله يغفل عن ذكر المسبب الاعظم سبحانه وتعالي الذي لا تسير الامور الابمشيئته..  اعمل عقلك واستفت قلبك فيما يقوله اي فرد او جماعه كي لا تقع في مصيدة التكفيريين الارهابيين وحتي لاتظل أسيرا لهوي النفس التي تؤثر وتفضل مصالحها الضيقة بغض النظر عن صحيح تعاليم ديننا الاسلامي.