وأنا أتابع أخبار المبادرة السعودية للصلح بين مصر وقطر توقفت كثيرا أمام فكرة المصالحة التي نحن أحوج ما يكون إليها في مصر كي نجمع شتاتنا في مواجهة الإرهاب. فمن حقنا بعد ما عشناه أن نعيش تحت سقف وطن واحد ننعم فيه بالحرية والعدل ومن حقنا أن نري شباب هذا الوطن في مناصب قيادية.. ولكن كيف ولدينا أجيال من الشباب تحمل تركة من الإحباط والانكسار والضياع؟. كيف وقد تركناهم يتساقطون أمام أعيننا ما بين عاطل ومدمن فقد عقله أو منتحرا أمضي حياته محطما مكتئبا فأراد أن ينهيها بإرادته. كيف وشبابنا من طلبة الجامعات يرتدون الكلابشات لأنهم عبروا عن رأيهم في مظاهرة أيا كان هذا الرأي سواء اتفقنا أو اختلفنا معه؟..وهنا أسأل كل أم وأب وأنا منهم, هل ترانا نربي أبناءنا كي يكونوا نسخا لنا أم أننا نستوعب أنهم حتما سيكونون مختلفين؟ وهل سنربي شبابا أصحاب رأي وفكر وعلم وثقافة أم أننا سنمحو كلمة رأي خشية أن يصل بهم الحال للاعتقال أو حتي القتل؟ وماذا ستقول لابنك غدا إذا تركت له وطنا يقدم له المزيد من الإحباطات ؟ فلماذا لا يدرك أحد أن هؤلاء الطلبة هم نتاج لسنوات من الفساد والفراغ الفكري والديني والثقافي التي عشناها فبأي منطق نحاسبهم اليوم علي ذنب لم يقترفوه وهم النتيجة وليسوا السبب؟ فهل سمعتم يوما عن أم سجنت ابنا لها لأنه أخطأ أو لأنه اختلف معها في الرأي؟.. وهنا أناشد سيادة الرئيس السيسي بقلب الأب المسئول عن كل شباب مصر أن يفرج عن هؤلاء الطلبة والطالبات لأن واجبه أن يحافظ علي مستقبل أبنائه من الضياع حتي لو أخطأوا. وكيف ترانا سنبني ونخطط للمستقبل ونترك سواعد شباب مصر مكبلة بالكلابشات وهم المستقبل؟