وتؤكد الحملة الدعائية المسعورة التي تشنها اجهزة الدعاية القطرية فشل مخابرات التحالف الصهيو امريكي في توتير علاقات مصر مع دول مجلس التعاون الخليجي  فرضت شخصية الرئيس عبدالفتاح السيسي نفسها- خلال فترة وجيزة جدا- في بناء علاقات مصرية مشتركة دولية واقليمية وعربية متوازنة- وتيقنت الدول التي زارها والاخري المرتقبة لزياراته- ان الرجل يضع قيمة وقامة مصر في مقدمة اولوياته واهتماماته، ومؤمن ايمانا راسخا ان مصر التاريخ والحضارة والموقع الجغرافي المتميز تستحق وبجدارة ان تكون لها علاقات متميزة تعتمد مع الندية والمشاركة وبعيدة عن العلاقات الدونية والتبعية.. وظهر هذا واضحا في كل الزيارات التي قام بها الرئيس بداية من زيارته لروسيا ثم ايطاليا وفرنسا فضلا عن مشاركته في اجتماعات الدورة ٦٩ للامم المتحدة ولقائه بالرئيس الامريكي أوباما. ان شخصية الرئيس المؤمنة الواثقة المتوكلة علي الله فضلا عن خلفيته العسكرية وقراءاته جعلته يضع الدروس المستفادة من علاقات مصر خلال الاربعين سنة الماضية ١٩٧١/٢٠١١ نصب عينيه. ايا كان الامر فلقد تقزمت علاقات مصر خلال الاربعين عاما الماضية وبالتالي تقزم الدور المصري وتراجع اقليميا ودوليا ووصلت علاقات مصر بامريكا الي درجة من التبعية غير مسبوقة وأصبحت كعلاقة الرئيس الخائن المعزول محمد مرسي يمكتب الارشاد وجاءت نتائج زيارات الرئيس السيسي الي كل من ايطاليا وفرنسا الاصرار من جانب هذه الدول علي دراسة اعادة صياغة علاقاتها مع مصر لتتحول الي علاقات ندية ومشاركة مما يحتم عليها التحرر من الضغوط الامريكية، وان تكون هناك استقلالية حقيقية للقرار الاوروبي في التعامل مع مصر.. وتؤكد الدعوة التي وجهها المارد الصيني الي الرئيس السيسي للزيارة الشهر الحالي والترتيبات التي تجري حاليا- علي قدم وساق، لزيارة الرئيس الروسي بوتين الي مصر في مطلع العام المقبل ان مصر عائدة بقوة الي دورها الفاعل والمؤثر في العلاقات الدولية. فلقد اصابت اردوغان لوثة عقلية لان الوهم الذي عاش فيه خلال فترة حكم تنظيم الاخوان الارهابي الدموي الاجرامي والخيال الذي صور له ان مصر ستصبح ولاية عثمانية من جديد قد تلاشي الي الابد، رغم انه كان وهما وخيالا. لقد فشلت اجهزة مخابرات التحالف الصهيو أمريكي وعلي رأسها الـ».I.A والـ 6.M.I.  والموساد في صنع نموذج محاكاة - موديل- للتنبؤ بقرارات الرئيس السيسي المستقبلية.. والدليل علي ذلك ان هذه الاجهزة توقعت ان يرفض الرئيس السيسي البيان الصادر عن الديوان الملكي السعودي والذي أعلن فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود انفاق الرياض التكميلي والذي يهدف الي وضع اطار شامل لوحدة الصف العربي وتحقيق التوافق بين الاشقاء. كانت المفاجأة التي اذهلت هذه الاجهزة ترحيب الرئيس السيسي بهذا الاتفاق التكميلي بل إنه وصف البيان بأنه دعوة صادقة تمثل خطوة كبيرة علي صعيد مسيرة التضامن العربي. وذلك علي الرغم من ان الرئيس السيسي كان يعلم مقدما عدم التزام دويلة قطر بهذا الاتفاق وكان واضحا وصريحا في حواره مع قناة فرانس ٢٤ يوم ٢٠ نوفمبر الماضي حيث قال بالحرف الواحد.. ان مصر تنتظر نتائج اتفاق الرياض التكميلي بشأن قطر. ان كل التحركات التي تقوم بها مصر حاليا علي الصعيد الدولي وعلي الصعيد الاقليمي والعربي تؤكد ان شمس مصر الذهبية عادت لتشرق من جديد بعد ان حجبتها سحابة سوداء- خلال الاربعين عاما الماضية، ناتجة عن حرق مقومات وامكانيات الدولة المصرية الظاهرة والكامنة. ان الكرة الان في ملعب مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بعدم التزام الدويلة القطرية باتفاق الرياض التكميلي حيث اثبتت مصر حسن النوايا في مقابل النوايا الشريرة لهذه الدويلة المارقة.