ما  ضمانات نجاح مبادرة الرئيس السيسي لتطوير التعليم وتشجيع التفكير ودعم البحث العلمي.. كيف تتحول المبادرة من مجرد شعار جميل.. إلي واقع نشعر معه بتغيير حقيقي وتطوير ملموس؟. أتمني أن نفكر هذه المرة بأسلوب مبتكر.. فليس المطلوب وضع خطط وبرامج ومقترحات للتطوير.. فلدينا منها ما يكفي.. بل الأفضل أن نبدأ بالإجابة علي السؤال: لماذا فشلنا حتي الآن في تطوير التعليم والبحث العلمي؟.. ما  المعوقات التي تواجهنا.. وما  المشاكل التي تجرنا دائما للخلف؟ علي سبيل المثال.. لماذا تتجاهل الحكومة أبحاث علماء المركز القومي للبحوث لحل مشكلة السحابة السوداء.. وتستمر في إهدار ميزانيتها وجهودها في خطط اثبتت فشلها علي مدي عشرين عاما كاملة؟. لماذا تتجاهل الحكومة لقاح أنفلونزا الطيور الفعال الذي توصل اليه علماؤنا.. وتصر علي إهدار عملتها الصعبة في استيراد لقاحات أجنبية رغم اننا يجب ان نفخر بأول » نو هاو »‬ مصري.. بل ونسخر كل الجهود والأموال لتصنيعه وتسويقه.. وتصديره أيضا. لماذا يعجز المركز القومي للبحوث عن تسويق كل أبحاثه وابتكاراته رغم حاجة المجتمع اليها..ومنها علي سبيل المثال أقمشة مقاومة للميكروبات يمكن استخدامها في تصنيع ملابس الأطباء والتمريض لمكافحة العدوي في المستشفيات.. ورغم أهمية الاختراع فمازال حبيس الأدراج منذ ستة أعوام كاملة. لماذا رفضت وزارة الصحة رعاية وتشجيع بحث مصري يقدم تقنية جديدة لعلاج مرض السكر.. رغم أن البحث حصل علي موافقة أكبر الهيئات الأمريكية..؟. لماذا تعلق الحكومة عجزها ومشاكلها دائماعلي »‬ قلة الفلوس »‬ رغم أن هناك أهدافا قومية يجب الإنفاق عليها بسخاء لمنع مشاكل أكبر وأخطر وأكثر تكلفة.. مثل حماية صحة المواطنين من مرض السكر أو من أمراض السحابة السوداء أو من انفلونزا الطيور أو من العدوي داخل المستشفيات. الحقيقة.. أن المشكلة ليست في الفلوس.. بل في الفكر التقليدي العقيم الذي ما زال يسيطرعلي مفاصل الدولة.. وإذا لم يتحرر فكر الحكومة.. فستبقي كل محاولات التطوير مجرد شعارات. وبمنتهي الصراحة.. أنا لا أعلق آمالا كبيرة علي »‬دماغ »‬ الحكومة ! لكن أملي كبير في عقول أعضاء المجلس الاستشاري الرئاسي للتعليم والبحث العلمي.. فبدون فكر مختلف وأفكار جريئة ومبتكرة..لن تنجح أي مبادرة..حتي لو كانت مبادرة الرئيس.