صدق المثل القائل »‬المعزة العياطة ما يكولش عيالها الديب».. لأنه ينطبق تماما علي فرنسا التي ملأت العالم ضجيجا ونياحا لمجرد تعرضها لواقعة إرهاب فردية..صورت للعالم بإخراج فرنسي رائع.. إن ما حدث لها نسخة جديدة من 11 سبتمبر.. تماما كمأساة أبراج نيويورك.. ونجحت ببراعة في حشد وتعبئة العالم لاقناعه بتعرضها لفاجعة كبري تهدد كيانها ووجود شعبها.. شاهدت الحشد الدولي لرؤساء وملوك العالم وبينهم وزير خارجيتنا في مسيرة فرنسا ضد الإرهاب.. شعرت بالغيظ والحنق أمام عجزنا عن توصيل صوتنا للعالم مثلما فعلت فرنسا.. وعدم مقدرتنا علي حشد خمس هذا العدد..في مسيرة تفضح الإرهاب القذر الذي نتعرض له أضعاف ما تعرضت له فرنسا..ونحن يموت منا العشرات كل يوم هدرا.. نموت في صمت ولا ينوبنا من الغرب إلا مصمصة الشفاة والتنديد وبرقيات المواساة !! كيف لا يمكننا أن نقوم بما تقوم به تلك الدول في الدفاع عن نفسها ووجودها وأمان شعوبها.. رغم أن حجم الإرهاب علي أراضينا يفوق أضعافا مضاعفة ما شهدته باريس.. ونحن نملك حضارة عمرها من عمر التاريخ. مصر ليست قليلة الحيلة ولا عاجزة ولا تنقصها مقومات لتقود العالم من جديد.. نحتاج جميعا نحن المصريين.. أن نستدعي المارد التاريخي من داخلنا.. نستدعيه ليمنحنا القوة والإصرار في تشكيل صورة تنفض عنا الاستكانة والاستسلام لواقع لا نرتضيه لأنفسنا.. ولا يعبر عن قدراتنا الحقيقية.. التي مع الأسف نحن أول من لا يدرك حقيقة حجمها ولا تأثيرها.