كان زوجى رحمه الله مديرا للتعاون الانتاجى والصناعات الصغيرة وجاءنى يوما وقال لي.

عندنا شاب عبقري.. كاتب خجول ولكنه شديد الذكاء ويريد أن ينشر كتاباته هل أرسله لك؟
رحبت وجاء جمال الغيطانى ملتحفا بذكائه وعبقريته وكنت والكاتبة الراحلة حُسن شاه فى مكتب واحد وكانت مسئولة الصفحة الأدبية وجاء جمال وقدمته لها وبدأ جمال الكتابة إلى جانب عمله وظهرت عبقريته بسرعة فى تحقيق التراث وإلقاء الضوء على ما يرفع هامة المصريين فى الارتباط بتراثهم وكلمت الاستاذ موسى صبرى وتم تعيين جمال الغيطانى فى الأخبار بعد أن اثبت عبقريته فى الكتابة الأدبية وفى تحقيق التراث وكان جمال منفردا فى أسلوبه فى عرض التراث وفى التعليق على الانتاج الأدبى للأدباء سواء المصريون أو العرب القدامى والمعاصرون.
ظل جمال دءوبا على الكتابة مهتمابالقاريء معتنيا بكل ما يقدمه لقرائه.
وارتبط العبقرى جمال بالكتابة وبالقراء وبذكائه وحبه لمصر استطاع أن يقدم للشباب ما يغذى عقولهم من نهر الكتابة لكتاب مصر وأدبائها وكان بذكائه وحبه للكتابة والأدب القديم شديد المقدرة على تقديم كتابات الادباء القدامى وكذلك التراث بأسلوب سهل ممتنع ومحبب للشباب.
لقد استطاع جمال الغيطانى أن يلتزم بتراث مصر والمنطقة كلها حتى استطاع بمقدرة غير مسبوقة أن يوصله للشباب الذين كانوا قد انصرفوا عن التراث تماما واصبحوا موجهين للكتابات الشديدة الجاذبية والتى لايبقى منها شيء من عقولهم ولكن جمال الغيطانى ظل ملحا فى كتاباته عن التراث وحتى فى أسلوبه وعناوينه عامدا متعمدا للرى الدائم -ولوصح التعبير- اقول للرى الدائم للشباب بحيث يوجههم إلى اصولهم دون ادعاء أ و عناء.
أما زمالة جمال الغيطانى فهى تواصلت للأخوة الاحساس بالمسئولية فى وقت قصير.
ان جمال الغيطانى كاتب لايعوض وقد عاش منفردا فى أسلوبه وتعمقه وحبه للغة العربية والتراث ولعلى لا أطلب مستحيلا من زميلنا وولدنا ورئيسنا ياسر رزق أن يكون لجنة بتجميع كتابات الغيطانى وتصنيفها بحيث تطبع فى كتب تغطى نقصا شديدافى المكتبة المصرية فى اعادة كتابة التراث وكذلك لنشر فكر جمال الغيطانى الذى كان منحازا بشدة للتراث ولأرض مصر.
الرحمة للعظيم جمال ولو تحولت كل كتاباته من اجل تنوير الناس الى رحمات لامتلأ قبره بالرحمات وانه لكذلك. وداعا ياجمال والى لقاء فى دار البقاء.