أخيرا انتبه الاعلام الي ضرورة الخوض في الافكار الشائكة، التي وصلت بمجتمعنا المصري، بل العربي الي ما وصل اليه من ارهاب داعش،  وانصار بيت المقدس.. وغيرهم مما ابتلينا به علي مر العصور منذ القرن الثاني والثالث الهجري حتي يومنا هذا. دخلت قناة الـ  »B»‬ الفضائية بقوة عن طريق صالون ثقافي لوزير الثقافة، واستضافة الكاتب الصحفي ابراهيم عيسي، والشيخ اسامة الازهري، والفنان السوري جمال سليمان، كان صالونا فكريا مليئا بالمعلومات والافكار وطرح الاسئلة - وان لم تكن لها اجابات  شافية - الا ان الصالون رمي حجرا في المياه الراكدة. كان عنوان حلقة الصالون هو "التفكير والتكفير" ادلي الصالون بالاسباب الحقيقية ـ وان لم تكتمل بالفعل ـ لوجود المكفرين للمجتمع. ادار الاعلامي خيري رمضان حوارا اعتبره من النوع الممتاز ـ بالرغم من مقاطعات بعضهم البعض بسبب سخونة الفكرة، وبسبب اهتمام الضيوف وحرصهم علي طرح كل الافكار والتساؤلات. فكرة الصالونات الثقافية علي الهواء مباشرة فكرة ممتازة.. شجاعة وجريئة.. الاعتراف بالمشاكل ومحاولة طرح الاسئلة لإيجاد حلول هو اول الطريق للاصلاح.. يحتاج البرنامج الي وقت اطول، وان تطرح نفس الفكرة في حلقتين او ثلاث حسب اهميتها.. فكرة الصالونات الثقافية التي يباح فيها التحدث في المشاكل المجتمعية، والتواصل بين المتخصصين وافراد المجتمع نفسه يجب ان يتبناها الاعلام المصري كله، ليس فقط الـ »‬B»‬ وليس فقط خيري رمضان ـ وان كان يحسب له ولفريق الاعداد البدء في مثل هذه النوعيات من المشكلات المزمنة الشائكة التي ذهبت بنا الي ما نحن نعاني منه من ارهاب الافكار وارهاب القتل والتفجير والتخويف وقطع الرءوس. تحتاج الفكرة الي التنسيق بين القنوات الفضائية او الارضية في مواعيد العرض والمشاهدة المباشرة حتي يستفيد المشاهدون الشباب والصبية والفتيات وهم مستقبل الامة. تحتاج الفكرة ايضا الي ان يقوم مقدم البرنامج او احد الضيوف بتبسيط بعض الافكار المطروحة وايضاح بعض النقاط التي تستعصي علي افكار بعض المشاهدين، حتي تصل كل الاطروحات للجميع. ولأت اول الغيث قطرة، وكانت تلك القطرة لبرنامج ممكن، فإننا نتمني ان تزيد القطرات.