بكت عيون المصريين حزنا علي فراق الأحباء الأشقاء »‬الشقيانين» في سبيل لقمة العيش في ليبيا.. لم تبك العيون وحدها في مصر بل بكت القلوب وشقت الصدور من بشاعة المشهد البربري المشئوم.. وبكي الرجال وما أصعبها دموعهم.. وبكي الأطفال وما أبشع أن نخلع عنهم ضحكاتهم البريئة.. وبكت الأم والأب والزوجة والأخت والابنة.. وبكي الأخوال والعمومة وكل شعبك يامصر.. بل وكل من ينتمون بحق للإنسانية في العالم. وكما جاءت الإفاقة لنا من الغم والهم الذي »‬بتنا فيه» مع أنباء ضربة جيش مصر العظيم مع طلعة فجر مصر البهية، فقد بزغ علي السطح السؤال الأصعب وهو : وما دورنا نحن كشعب في المرحلة القادمة هل سنلقي بالحمل كله علي مؤسسة الجيش ومؤسسة الشرطة ونكتفي بالفرجة وانتظار الفرج؟ الوقت أكثر من حرج والمراهنة علي الخروج من شراك المؤامرة البشعة التي أعلنت عن نفسها بصورة وحشية لم يكن يتوقعها أي مخلوق علي الأرض ونحن في القرن الـ21.. تؤكد لنا أنه لم يعد أمامنا للخروج من هذا الحصار الباغي إلا المراهنة علي الشعب المصري أي عليك وعلي.. وعلي كل مصري »‬تمر» فيه خير مصر. مصر صامدة بإذن الله.. وقوية بقدرته ومباركته.. وعزيزة بشعبها وجيشها.. ومُقدمة علي المستقبل بروح تفاؤلها.. وممسكة بالفرص الاقتصادية القادمة من أنحاء العالم.. وكل ماعلينا أن نعلن التعبئة العامة لأنفسنا ليس من أجل القتال فقد تركناه لمن هم أهله.. وهم بالفعل أهل له.. »‬التعبئة من أجل العمل.. والمستقبل القادم» هذه هي التعبئة التي تحتاجها مصر ونحتاج نحن معها إلي شحن ضميرنا الوطني وقدراتنا علي العمل بإبداع في كل المجالات وبطريقة تتناسب وتطور العالم، وبأسلوب جاد وراقٍ ومخلص ومؤمن بقيمة بذل الجهد والإتقان الحقيقي في الأداء، وبقيمة الوقت، وبالسعي الجاد نحو اكتساب المال الحلال لا اغتصاب المال الحرام. بعدها لا يتبقي لنا إلا أن نفسح المجال لشبابنا، وأن نكون لهم »‬ بيوت خبرة»، وأن نحترم رؤيتهم المستقبلية وقدراتهم، وأن نمنحهم كل فرص المستقبل.. والأهم أن نفعل ذلك ونحن راضون عن أدائنا لأدوارنا.. ومباركون لهم علي فرصهم. مسك الكلام.. أقول للجيش والشرطة »‬خلّي السلاح صاحي».. وللشعب العظيم »‬قوم يامصري».. ولمصر »‬مدد مدد شدي حيلك يابلد».. ولله سبحانه وتعالي أدعو »‬ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا علي القوم الكافرين».