لماذا يشعر المهندس هاني المسيري محافظ الاسكندرية أن الإعلام يضطهده..وأن الناس لا تفهمه وأن سر الهجوم عليه انه شخص مختلف يعمل خارج الصندوق !! إصرارك علي ذلك يؤكد بالفعل أنك لا تفهم الشعب المصري.. وأن لديك مشكلة في التواصل معه.. فالذي لا تعرفه أن المواطن المصري أصابه الملل واليأس من المسئول التقليدي الذي يجلس في مكتبه المكيف بالبدلة الرسمية ورابطة العنق بعيدا عن الناس.. وأنه يرحب بالمسئول المختلف..النشيط..الذي يمشي وسط الناس ويتفاعل معهم.. ويتحدث ببساطة وتلقائية مع الصغير قبل الكبير.. والرئيس السيسي كان أول نموذج للرئيس المختلف الذي يفكر ويعمل خارج الصندوق.. وقد رأيناه - قبلك - يركب الدراجة وسط الناس..ويزور المرضي حاملا لهم الزهور.. ويساعد سيدة مسنة في ركوب السيارة.. ويترك المنصة ليرحب بنفسه بالفنانة الكبيرة الراحلة فاتن حمامة.. ويلتقي بطفل مريض ويجري معه حوارا انسانيا تحقيقا لرغبته. والمصريون سعدوا كثيرا بهذا الرئيس المختلف لأنهم وجدوا في هذا الاختلاف منتهي الانسانية والبساطة والرقي.. والرغبة الحقيقية في التواصل مع المصريين بجميع فئاتهم.. ولابد أنك تتذكر كيف رحبنا بك في بداية توليك المنصب..لم يعترض أحد علي ركوب الدراجة وارتداء التريننج.. بل أسعدهم اختلافك..واعتبر أهل الاسكندرية أنفسهم محظوظون بالمحافظ الرياضي..الشيك..المختلف.. وتوسموا خيرا لمستقبل محافظتهم علي يديك..وأصبحت خلال أيام أشهر محافظ في مصر. ولكن.. كما رحبنا بك.. انتقدناك حينما فعلت ما يستحق النقد..وهذه هي ضريبة العمل العام التي يجب أن تتقبلها.. فالاختلاف والانطلاق خارج الصندوق لابد أن يقوم علي رؤية وهدف ويحترم عقول الناس.. والا أصبح اختلافا لمجرد الاختلاف.. فحينما انتقدنا مشاركة زوجتك في اجتماعاتك..أصابك الغضب.. وبررت النقد بأن الناس لا تفهمك لأنك مختلف!..وبدلا من توضيح وجهة نظرك.. قاطعت الإعلاميين.. وحتي حينما ظهرت وقتها في برنامج وحيد لم تستطع اخفاء غضبك واصرارك علي انك مسئول مختلف.. وان المشكلة في الناس وليست فيك.. وكأنك جئت من ثقافة مختلفة لم نرق اليها.. وهي رؤية تحمل بعض التعالي..وتساهم في ابعادك عن الناس بدلا من التواصل معهم. عزيزي المحافظ.. نصيحتي لك أن تقترب من الناس..وتتواصل معهم..وألا تنظر اليهم علي انهم »‬دقة قديمة » لا يفهمونك..اجعلهم يشاركونك في افكارك »‬المختلفة »‬ لأنك لن تستطيع الانطلاق خارج الصندوق إلا بمساندتهم.