لا أعرف سببا لهذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها مصر من مدعي الثقافة وللاسف الشديد لاتأتيها إلا من خلال المنابر الاعلامية  التي تبخ سمومها القاتلة وتصوره علي انه اسلوب لجذب مشاهديها وللأسف ما هو إلا سم زعاف. بدأها اسلام البحيري بالتشكيك في صحيح الدين وتابعه الشوباشي بدعوي خلع الحجاب وأقدمت بثينة كشك علي حرق الفكر. وأخيرا ظهرت ايناس الدغيدي تدعو إلي ممارسة الجنس قبل الزواج لكسر الكبت واشباع الرغبة وتابعها بعض البرامج في مناقشة الشذوذ بين الفتيات.  الغريب في الأمر ان كل هؤلاء يحمون دعواهم بحب مصر ورفع علمها انتصارا لأفكارهم ومبادئهم.  وهنا أتساءل هل انتهت مشاكل مصر وتم حلها أم أن الغرض منها هو إلهاء هذا الشعب ليدخل في متاهة يغرق فيها ولا ينتشله أحد وتضيع كل ثوابته وقيمه.. تركوا كل شئ وراء ظهورهم .. أمية يعاني منها شعب.. ونساء غارمات اضطرت لتحرير شيك بلا رصيد من أجل لقمة العيش ، أو من أجل البحث عن علاج، او أروقة محاكم من اجل نفقة تأويها هي وأولادها.. مرضي في قوائم الانتظار أمام مستشفيات مصر.. أطفال شوارع أصبحوا كالسوس الذي ينخر في جسد هذا المجتمع.. شباب عاطل يبحث عن فرص عمل وكل هذا لا يعنيهم.. مصانع معطلة وعجلة انتاج متوقفة وكل هذا خارج نطاق مناقشاتهم.  هؤلاء يبحثون عن الظهور والتسلق والتقرب من السلطة بأي وسيلة حتي لو رفعوا علم مصر وهم يقتلون ابناءها فكريا ويشوهون قيمه وعاداته وتقاليده فمن يحمي مصر من أدعياء الثقافة؟!