بداية علاقتي بدار أخبار اليوم لاتعود إلي تاريخ تعييني بها صحفيا في منتصف الثمانينات لكن العلاقة تعود إلي قبل ذلك بكثير.. أما السبب المباشر في هذه العلاقة، كانت ريشة الفنان مصطفي حسين، وفكرة الكاتب الفريد أحمد رجب، حيث كنت أقوم بقطع كاريكاتير الصفحة الأخيرة أو صفحة الكاريكاتير الأسبوعية، وأقوم بوضعها في ملف خاص حتي إذا جاءت الاجازة الصيفية كنت أقوم أنا وأختي بعمل مسابقة من يكون الأفضل في الوصول إلي أفضل رسم يقترب من رسم مصطفي حسين، وعشقت الأخبار حبا في هذه الريشة. وفي مدرسته تعلمت مدي خطورة وأهمية فن الكاريكاتير باعتباره أهم الادوات الصحفية.. فالكاريكاتير الواحد يلخص ما قد تقوله صفحات، ويكون مردوده أفضل لأنه فن السخرية اللاذعة. وكان لي شرف مجاورة مصطفي حسين عندما كنت صحفيا صغيرا ضمن كتيبة مصطفي أمين للمشروعات الانسانية الصحفية.. رأيت عن قرب هذا العملاق شكلا ومضمونا.. كان عملاقا في بنيانه، عملاقا في عطائه، لكنه كان شديد التواضع ونجح، وهو من هو أن يجعل من »شوية»‬ عيال تحت التمرين في بلاط صاحبة الجلالة أصدقاء له. رحم الله مصطفي حسين بقدر ما أضاء حياتنا وعقولنا بفنه وإبداعه.