كثيراً ما يكون رد الفعل أقل من الحدث. لا يكفي استنكار مشهد قبيح بمصمصة الشفاه، تماما مثلما تكون الابتسامة الساخرة أدني من أن تصحح سلوكا مستهجنا، والأخطر أن يصبح هذا الأداء منهجا في التعاطي مع معظم الأمور . مثلا : هل يكفي فصل من تثبت دعوته إلي التكفير وإبعاده عن اعتلاء المنابر،  أو التدريس، عملا بمقولة »يا دار ما دخلك شر»‬، رغم أنه سمم العقول؟! وعندما يتصور مسئول أنه أتي بما لم يأت به غيره، فيوجه اللوم، أو يحيل موظفا كبيرا عرض حياة المرضي للخطر ـ حتي حافة الموت ـ إلي تحقيق اداري، بدلا من إحالته للنيابة العامة، والمثال الصارخ اتحفنا به محافظ الشرقية عندما ضبط الصراصير في العناية المركزة باحد المستشفيات، فاكتفي بلوم وكيل الوزارة، واحال مدير المستشفي للشئون القانونية! هل يكفي ان يستقيل مسئول احراجا لرئيسه، أو فضحا لتدني الاداء، فلا يهتز رمش للرئيس سميك الجلد، بينما يغادر المرؤوس الأمين مكانه، ويسدل الستار، ليواصل عديم الدم مسيرته علي جثة المصلحة العامة، وعلي المتضرر أن يذهب للجحيم؟! بعد طول انتظار، و»‬لت وعجن» عن حملات تطهير للوزارات من عناصر »‬الارهابية».. هل يكفي خروج هؤلاء دون تجريس لهم، وفضح لمن حماهم؟ أظن ـ أيضا ـ أن الاكتفاء باستنكار موقف الفنانين أصحاب الملايين، بعدم المشاركة في إعادة البناء، ولو بتسديد ضرائبهم، وحده غير كاف، إذ ان احتماء هؤلاء بجماهيريتهم يفضح فساد المسئول وغباء المعجبين، في ظل رهان غبي علي أن دغدغة العواطف مازال كافيا! مجرد قليل من كثير، أصبحنا نألفه، ونتعايش معه، وعدنا نواجهه بمنطق »‬أضعف الايمان»! حقيقي.. لا يكفي!