الجدال آفة عظيمة تمكنت من كثير من الناس فنراهم يتجادلون ويتناقشون وربما ثارت بينهم الخصومات بسبب هذا الجدال.. وقد صرح القرآن  الكريم أن الانسان بطبيعته مجادل رغم وجود الحجج والبراهين الدامغة والامثلة المتعددة قال تعالي: «ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا» ويتفاوت الناس فيمن يدرك الحق بالسماع فيتبعه ومن يدركه ببصره من خلال النظر والتأمل ومن يدركه بعقله وإعمال فكره.. والجدل في الاصل هو الاحتجاج لتصويب رأي ورد ما يخالفه فهو حوار وتبادل في الأدلة ومناقشتها لان من الناس من لا تقنعه الموعظة ولا التوجيه والارشاد فيحتاج الي مجادلة ومناظرة لاقناعه وتوجيهه.. والجدال منه ماهو محمود لاظهار الحق والدلالة  عليه والدعوة اليه وهذا ما أمر الله به في قوله تعالي: «ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن» وقال فيه النبي صلي الله عليه وسلم: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم». أما النوع الآخر من الجدال وهو مذموم فهو الجدال بالباطل لطمس الحق وشغل أهله عنه قال تعالي: «وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب» والدافع الي هذا النوع من الجدال الكبر لإظهار التميز وتسفيه الآخرين وصاحب هذا الجدال يعرض نفسه لسخط الله عز وجل لأن هذا الجدل يضيع علي الناس الخير ويفسد عليهم الطاعات وفي الصيام قال النبي صلي الله عليه وسلم: «اذا كان صوم أحدكم فلا يرفث» وفي الجدال بغير دليل قال نبي الله سليمان عليه السلام لابنه: دع المراء فان نفعه قليل وهو يهيج العداوة بين الإخوان.