التطرف هو التطرف، والإرهاب الفكري باختلاف طبقاته يظل إرهابا يجب رفض منطقه ورموزه. علي بساطة ما تحمله تلك الجملة الواضحة في مبناها ومعناها، يبدو انها صعبة الفهم والادراك علي الجالسين فوق مقاعدهم بوزارة الأوقاف! د. مختار جمعة وزير الأوقاف أصدر قرارا لم يتم تفعيله، فأصبح أقرب إلي ثغرة قريبة في نتائجها مما حدث بالدفرسوار، وسحب الكثير من رصيد حرب أكتوبر المجيدة. د. جمعة قرر عدم صعود غير الأزهريين للخطابة بالمساجد، لكنه استثني من يجتاز اختبارا يتيح لصاحبه ان يعتلي المنبر، ويبث ما شاء من أفكار ومن هنا ـ بالتحديد ـ نفذ السلفيون بأحزابهم ـ وعلي رأسها النور، وجمعياتهم ـ وفي المقدمة الدعوة السلفية ـ إلي المشهد الدعوي، والتفوا علي قرار المنع ودخلوا في مفاوضات مع الأوقاف، وكانت ذريعة الأخيرة ان الضرورات تبيح المحظورات، ومواجهة أفكار »داعش»‬ وإخوانها تفرض عودة مشايخ السلفيين للمنابر! شأن الأوقاف ووزيرها الذي استبشرنا به خيراً، كالهارب من الرمضاء إلي النار، أو من يروقه تفسير الماء ـ بعدالجهد ـ بالماء! الوزير أول من يعلم ان جهاز التفتيش بالوزارة لا يستطيع متابعة عشرات الآلاف ممن ينفذون عبر »‬دفرسواره» إلي مساجد سوف تصبح خارج نطاق المتابعة والتقويم، ومن ثم تقديم وجبات مسمومة تشوه صحيح الدين، بعد أن تخلطه إما بالسياسة أوالخزعبلات المجافية لوسطية الإسلام. »‬دفرسوار جمعة» أخطر ألف مرة ـ علي الأقل ـ من دفرسوار شارون، لأن الثانية أمكن حصارها، والسيطرة علي آثارها الجانبية، وتحجيم خسائرها، لكن اتفاق د. جمعة مع السلفيين سوف يفتح أبواب الجحيم التي يستحيل إغلاقها، وان وقعت المعجزة فإن الثمن سيكون باهظا بأكثر مما تحمله أبشع الكوابيس.