من قتل النائب العام ؟ من قتل أولادنا في سيناء؟ ؟.. 
مما لاشك فيه أن هناك أجهزة مخابرات أجنبية ترصد اوضاع مصر حاليا وما حدث من اغتيال يهدف في كل الاحوال لزعزعة الشأن الداخلي المصري الذي أصبح أكثر تماسكا بعد مرور عامين من ثورة يونيو خاصة أن هناك اجهزة مخابرات وضعت سيناريوهات بفشل خارطة طريق الثورة والتي تشمل رئيسا ودستورا وبرلمانا.
«الاخوان» هم اليد القوية التي كانت تستخدمها هذه الأجهزة المخابراتية لزعزعة الاستقرار الداخلي أي اتباع سياسة «منهم فيهم» أو «بيد عمرو لا بيدي».. وتبقي هذه الاجهزة بعيدة عن دائرة الشك في اي احداث او قلاقل..ويلبس الاخوان اثار الجريمة بغبائهم.
الان وبعد ضعف الجماعة وما آلت اليه من سجن قياداتها وهروب البعض الآخر إلي قطر وتركيا اصبحت هذه الاجهزة المخابراتية في مأزق..فمن ينفذ سيناريوهات قلب الاوضاع في مصر..من سيعطل خارطة الطريق؟.. «يدانا» التي كانت تنفذ.. الان في السجون وبالخارج!!.. ماذا نحن فاعلون ؟
مع مرور عام علي تولي السيسي الحكم، فإن الامال والطموحات التي علقها كثيرون عليه مازالت في طور الكلام والاحلام ولم ترق بعد إلي الواقع..فالتغيير يسير ببطء السلحفاة اما بسبب التركة الثقيلة التي ورثها السيسي من بلد فقير معدم او اعتماده علي مسئولين درجة ثانية او استناده إلي اراء اشخاص عسكريين قد تكمن خبرتهم في النواحي العسكرية فقط وليس التنمية والنهوض.
حالة البطء الشديد الذي تسير به الدولة المصرية وينعكس ذلك في عدم تواجد برلمان حتي الان هو الاسلوب الامثل والحبل الاخير الذي تلعب عليه الاجهزة المخابراتية لإسقاط الدولة المصرية.
ضعفاء النفوس كثيرون.. وقد تكون هذه الاجهزة ابتدأت في تجنيد عملاء جدد في الداخل.. والساحة الان مفتوحة أمام التيارات الاسلامية المتشددة لاستقطابها باسم الدين وتأخر الانجازات.. أيا كان المنفذ الداخلي.. الاخوان أم غيرهم.. اعتقد اننا الان امام جبهات خارجية معروفة للقاصي والداني بعد ان احمرت وجوهها خجلا امام شعوبها وفشل وجهة نظرها في القائمين علي الحكم في مصر..هذه الدول تحاول الان ان تحفظ ما تبقي من حمرة الخجل وتسعي إلي اسقاط مصر.
السيسي يعرف هذا.. ويعلم انه يواجه دولا واجهزة..وقال هذا في تصريحاته اول امس عقب جنازة النائب العام عندما قال « نواجه الارهاب ولم يقل الجماعة «..لأنه يعرف ان ما حدث فوق قدرات الاخوان المسلمين.
ما المطلوب من السيسي اذن حتي لا نجد انفسنا امام بحور من الدم تظهر عجز الدولة المصرية ؟..
مطلوب منك سيادة الرئيس ان تعمل علي تحسين الوضع الداخلي فهو الورقة الاخيرة التي سيلعب عليها الاعداء خلال الفترة القادمة..مطلوب تحديد اقامة رموز مبارك الذين افرج عنهم القضاء..مطلوب الافراج عن الشباب المحبوسين ظلما..مطلوب تحسين الاوضاع الاجتماعية وان تبتعد الدولة عن الفقراء وتبدأ بمواجهة الاغنياء..مطلوب حسم ملف الاخوان في السجون وإصدار الاحكام وتعديل قانون الاجراءت الجنائية.
بهذا تقطع الفرصة علي كل من يتربص بمصر..رحم الله النائب العام وجنودنا في سيناء..وعاشت مصر.