نعيش الآن مرحلة مصيرية من حياة وطننا العزيز الغالي حيث نواجه حربا مجنونة في سيناء من الإرهابيين لكسر هيبة الدولة وإضعاف الجيش المصري والاستيلاء علي بعض المدن السيناوية لتحقيق نصر جزئي مزعوم يهلل له أعداؤنا المعروفون خاصة بعد نجاحهم في اغتيال الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام ومحامي الشعب في عملية جيدة التخطيط أفسدوا بها فرحة المصريين بذكري ثورة 30 يونيو.. وأعتقد أن وزارة الداخلية ستكثف الحراسة علي القضاة المعرضين لعمليات انتقامية والذين تلقوا تهديدات من الإرهابيين وأن يتغير محل إقامة القاضي باستمرار ويتغير طريقه اليومي وهي سنة عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم- الذي نصح المسلمين أن يغيروا طريق عودتهم إلي بيوتهم حتي لا يتربص بهم أعداؤهم ولا يكونون صيدا سهلا ! لقد هلل الإرهابيون لنصرهم الزائف وقتلهم للنائب العام في رمضان دون مراعاة لحرمة الشهر الكريم أو مراعاة لحرمة دماء الأبرياء التي تسفك دون ذنب وتصوروا أن سيناء هدف سهل فلم يفوتوا يوما إلا وقتلوا فيه جنودا أبرياء وهم يؤدون واجبهم في حراسة الوطن.. يقتلونهم غيلة وغدرا ولا يلاقونهم كرجال يخوضون حربا لها أهداف أخلاقية.. ثم حدث التغير الاستراتيجي في أسلوب الإرهابيين في اليوم التالي لاغتيال النائب العام عندما شنوا هجوما علي عدد من الكمائن في نفس الوقت وباستخدام أسلحة حديثة مع زرع الألغام لزيادة الخسائر البشرية في صفوفنا عند الاقتحام البري.. ورغم سقوط 20 شهيدا لكن قواتنا المسلحة خاضت حربا ضروسا وناجحة مع هؤلاء القتلة دون هوادة فما هم إلا عصابات مسلحة ومرتزقة لا يحاربون من أجل قضية أو مبدأ، أما جيشنا فيحارب من أجل عقيدته الوطنية ربما تؤخر الطبيعة الجغرافية الوعرة لسيناء من حسم الحرب لكننا مؤمنون بقدرة جيشنا الباسل علي تصفية جميع البؤر الإرهابية في سيناء وتطهيرها فهي معركة حياة أو موت لجزء غال من أرضنا دفع جنودنا ثمن تحريره من دمائهم الطاهرة النبيلة في أكتوبر 1973.. صحيح أن الجيش والشرطة معا يخوضون حروبا علي أكثر من جبهة نظرا لاستمرار التفجيرات في أنحاء مختلفة من البلاد وبعضها يتم اكتشافه بفعل يقظة المواطنين وقنابل تنفجر في صانعيها أو حامليها كعقاب من الله - عز وجل - ليشربوا من نفس الكأس السامة ويموتوا بنفس الطريقة البشعة التي أرادوها للأبرياء وليكونوا عبرة لغيرهم، حربنا مع الإرهاب يجب أن تستمر لأنها معركة ( نكون أو لا نكون) !