اذا كنا قد اتفقنا علي ان الشفافية والوضوح والمصارحة هي الطريق الوحيد إلي الاصلاح السياسي والاقتصادي، فإن الشفافية نفسها يجب ان تنطبق علي اداء الدبلوماسية المصرية التي بدأت في تحقيق نقلة في طريقة التعامل مع وسائل الاعلام ومعالجة علاقاتنا مع الدول والمنظمات الدولية بنفس الروح التي تتسم بالمصارحة والمكاشفة أولا بأول، فلم يعد مقبولا الالتزام بكليشيهات »تطابق وجهات النظر»‬ و »‬الاجماع» وأن العلاقات السياسية علي أعلي مستوي بيننا وبين الآخرين، بينما يكون الوافع غير ذلك! وهو أمر طبيعي ان يكون هناك اختلاف في الرؤي والمصالح في كل القضايا الدولية والاقليمية. بينما تخرج الاطراف الأخري هذه الخلافات الي النور وتخرج علينا بأخبار وتصريحات مغايرة تعلن عن الخلافات أو الاختلافات الموجودة تحت السطح، ففي عالم اليوم لم يعد هناك سر في جميع المجالات وفي الدبلوماسية بشكل خاص. وإذا كان هناك رؤية قديمة تحاول إخفاء الخلافات في مراحل البحث والتفاوض، فإن هذه الرؤية لم تعد مفيدة، حيث ان الاطراف الأخري تبادر بالكشف عنها.. ويبقي الخاسر في وضع كهذا هو اعلامنا الذي يبدو مفتقرا الي المعلومات، ودبلوماسيتنا التي ستبدو وكأنها الطرف الحريص علي تجميل ما لا جمال فيه! علينا بالحرص علي وجود علاقات ندية قائمة علي الاحترام المتبادل بين مصر ودول العالم، وأن نبتعد عن التمنيات لتحقيق الاهداف وأن نشارك في دعم التعاون الدولي لمواجهة الارهاب، وان نؤكد قدرتنا علي التعامل مع الجميع من خلال المشاركة الفاعلة لتعود مصر كما كانت قوية ومؤِثرة في محيطها الإقليمي والإفريقي والعربي والعالمي.