»داعش»‬.. تركيا.. أمريكا »‬٢/٢» هناك من المؤشرات والدلائل ما يكفي لإثارة الشكوك حول وجود علاقة من نوع ما، بين الولايات المتحدة الأمريكية، بصفة خاصة والدول الغربية بصفة عامة، وبين التنظيمات والجماعات الإرهابية المتطرفة في القاعدة أو »‬النصرة» أو »‬داعش» أو غيرها ممن يرفعون القتل والدمار علي العرب والمسلمين، بدعوي انهم كفار لا يطبقون شرع الله، الذي تسعي لتطبيقه تلك الجماعات. ويكفي للدلالة علي ذلك، الإحاطة بما تم تسريبه من أخبار ومعلومات، عن الاتصالات واللقاءات التي جرت علي الأراضي التركية وبعض العواصم الأوروبية، خلال السنوات الأخيرة، ومع بداية ما عرف بالربيع العربي، بين بعض المسئولين عن الشرق الأوسط بالمخابرات المركزية الأمريكية، وبعض المندوبين عن تنظيم القاعدة الموفدين من قبل أيمن الظواهري،...، وما تم خلالها من تفاهمات واتفاقيات. فإذا ما اضفنا إلي ذلك ما تسرب وذكرته بعض المعلومات والتقارير، التي تناولتها أجهزة الإعلام مؤخرا، حول فحوي هذه اللقاءات، وما تم فيها من تفاهم حول دعوة المنظمات والجماعات الإرهابية لنقل اقامتها ومقارها إلي سيناء وتركيز نشاطها الاجرامي ضد مصر، لتبين لنا الابعاد الخطرة للعلاقة بين الطرفين. وفي هذا الإطار لابد أن يلفت الانتباه بشدة ذلك الانتقال الآمن، الذي تم لكل أفراد وكوادر الجماعات المتطرفة الإرهابية، من أماكن تواجدها وتمركزها في أفغانستان والشيشان واليمن وغيرها، إلي مصر وليبيا وسوريا دون أن ينالهم ضرر أو يتم القبض عليهم أو الإمساك بهم، رغم مرورهم علي بوابات مرور كثيرة،...، وأحسب أن ذلك الانتقال الآمن قد تم تحت رعاية أمريكية وغربية وقطرية وتركية بالذات بالنسبة لسوريا وليبيا، أما في مصر فقد تم في حمي مرسي وجماعته وبتمويل قطري ومشاركة تركية ومباركة أمريكية. وأحسب أن فيما نشرته صحيفة »‬طرف» التركية منذ أيام، حول معسكرات التدريب النشطة والقائمة علي الأراضي التركية لتدريب العناصر الراغبة في الانضمام إلي جماعة »‬داعش»، أو »‬النصرة» للقتال في سوريا، ما يكفي لتوضيح العلاقة الوثيقة بين تركيا وتلك الجماعات، وهو ما أكدته وكالة الأنباء الألمانية أيضا. وبالطبع هناك استحالة في أن يتم ذلك دون علم ورعاية أمريكية.