ونتساءل ليل نهار ماذا أعدت وزارة الداخلية لمواجهة الخطر الذي نترقبه !!.. أم أنها ستنتظر وقوع المقدر والمكتوب وبعدها تبكي علي جثثنا

الحرب  القذرة للإرهاب الأسود علي مصر يشتد سعيرها.. وتطيش ضرباتها في كل اتجاه لزعزعة استقرار مصر وتشويه صورتها وإخافة شعبها واغتيال فرحته بأي إنجاز يتحقق.. وندرك حجم التحدي الذي تواجهه قوات الشرطة في تأمين الجبهة الداخلية من الإرهاب.. لكن لنتحدث بصراحة شديدة إذا كنا نريد خيرا لهذا البلد وأمن مواطنيه.. هناك ثغرات غريبة في منظومة التأمين خاصة داخل القاهرة الكبري.. تلك الثغرات واضحة للعيان ومنذ فترة.. تمنينا جميعا ان تتلافي وتختفي مع تعيين وزير الداخلية الجديد الذي يتمتع بنشاط وهمة خاصة في مكافحة الإرهاب.. لكن يبدو أن الأمر أكبر من تغيير وزير.. ويحتاج لمراجعة شاملة وسريعة وصريحة لخطط التأمين.
وكأمثلة لأحدث تلك الثغرات نجد حادث اغتيال النائب العام هشام بركات أعتقد أن هناك تحقيقات حول الخطط التي كانت موضوعة لتأمينه والتي من المفترض انها كانت تراعي كل صغيرة وكبيرة.. شاردة وواردة مع شخصية من أهم الشخصيات بمصر.. من حيث تأمين الطريق وتغييره بشكل مستمر ومراقبة خط السير بدقة علي مدار 24 ساعة.. فإذا لم يتم ذلك مع النائب العام فمع من يتم؟
أما حادث القنصلية الإيطالية فهناك ثغرات حتي قبل التفجير.. فكلنا يذكر هوجة التهديد من عدة دول بإغلاق سفاراتهم لأسباب أمنية.. ووعود الحكومة بخطط تأمين للسفارات والقنصليات.. وهنا علامة الإستفهام علي كفاية بل وخبرة خطط تأمين مبني قنصلية الدولة الأولي في أوربا والثانية دوليا من حيث حجم التبادل التجاري.. والمساندة لمصر دوليا وإقليميا وأوربيا.. فهل يعقل أن قنصلية إيطاليا تقع في قلب هذا الحجم من العشوائية والفوضي.. علي يمينها ورشة تعمل 24 ساعة.. ومحل كاوتش صغير.. وحارة ضيقة.. لكنها تكفي لركن سيارات !! وفي خلفها موقف ميكروباص عشوائي مزدحم ومقاهي أشبه بالغرز وزحام وغوغاء وغياب أمني تام في الشوارع الجانبية وخلف القنصلية.. هكذا قنابل موقوته تحيط بالقنصلية من كل جانب.. فكيف لم تسترع إهتمام القائمين بخطط التأمين لتفاديه ؟؟
ولعلنا جميعا في شارع الصحافة في المؤسستين القوميتين العملاقتين.. الأخبار والأهرام ندرك ان الدور علينا في هوجة الإرهاب الأسود.. بل إن رموزا من المؤسستين علي قائمة الاغتيالات ونتساءل ليل نهار ماذا أعدت وزارة الداخلية لمواجهة الخطر الذي نترقبه !!.. أم أنها ستنتظر وقوع المقدر والمكتوب وبعدها تبكي علي جثثنا!
سيدي وزير الداخلية نريد إعلانا واضحا وصريحا عن جوانب القصور التي ترصدونها ولعلنا نساهم في مواجهتها.. كما نريد خطة عاجلة لمراقبة وتتبع كافة السيارات «المركونة» في حارات وشوارع بل وميادين القاهرة الكبري والتي تخرج منها كل الكوارث !!
 فارس الدبلوماسية العربية.. وداعا
فارس ابن فارس.. شهم ابن شهم.. عروبي وقومي من الطراز الأول.. إنه عميد الدبلوماسية العربية وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل.. والذي ظل لأكثر من 40 عاما في المنصب مدافعا عن الحقوق العربية مناصرا للأمة.. وما لا يعلمه الكثيرون أن الأمير الراحل كان المحرك الرئيسي والعقل المفكر للسياسة الخارجية السعودية منذ عقود.. ويرجع له جزء كبير من الفضل في المكانة التي تحتلها المملكة حاليا علي مستوي المنطقة والعالم.
ولمصر والمصريين مواقف عديدة مع الفارس الراحل.. كلها تنبض حبا لأم الدنيا.. ووفاء لشعب الكنانة.. ومؤازرة ومساندة مطلقة ومستمرة للمواقف المصرية.. ولعل الفقيد هو حجر الزاوية في المستوي المتميز والقوي والمتين في العلاقات بين مصر والمملكة انطلاقا من حنكته وخبرته وإيمانه بأن قوة وامان مصر هي قوة وأمان لشقيقتها السعودية.
وبقلوب حزينة دامية وعيون باكية نودعك يا فقيدنا الغالي وندعو الله أن يجزيك خيرا علي ما قدمته لمصر وللعروبة والإسلام ونواسي جميع أشقائنا في المملكة حكومة وشعبا.