الاقتصاد في مفهومه الشامل هو قضية مصر الأولي وشاغلها الأساسي الآن وخلال الأيام القادمة ،...، ومن الطبيعي أن يظل الأمر كذلك طوال العام الحالي وكل الأعوام التالية، سعياً للتغلب علي الأزمة الخانقة التي أحاطت بنا منذ فترة ليست بالوجيزة، وما وصلت إليه من تفاقم وما تسببت فيه من معاناة لعموم الناس وخاصتهم، وما نجم عنها من انعكاسات سلبية علي جميع المرافق والخدمات في الدولة ،..، ومرفق الكهرباء كمثال فج واضح وظاهر. وتعبير الاقتصاد في معناه الجامع، يضم، في إحاطته وشموله جميع صور وأشكال النشاط الإنساني والفعل المجتمعي، اللازم والضروري للوفاء بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم ولأسرهم من مأكل، وملبس، ومسكن، وعلاج، وتعليم، وثقافة، ونقل، ومواصلات، واتصالات ،..، وغيرها من لوازم الحياة وضروراتها. وطالما كان الاقتصاد في مقدمة الاهتمامات لمصر، وفي صدارة المشهد الحالي بالنسبة للشعب والحكومة والرئيس، فمعني ذلك بالضرورة، أن تكون عيون مصر كلها متجهة للمستقبل، مستشرفة للآفاق التي يجب أن ترتادها والشطآن التي يجب أن تبلغها، تحقيقاً لآمال وطموحات الشعب في الخروج من أزمته الحالية ووصول سفينته إلي شاطئ الأمان والغد الأفضل. من هنا تأتي أهمية المؤتمر الاقتصادي الذي تنظمه مؤسسة »أخبار اليوم« تحت عنوان «مصر علي طريق المستقبل» الذي تم افتتاحه مساء أمس تحت رعاية الرئيس السيسي، ومشاركة أكبر حشد من خبراء الاقتصاد، ورجال المال والأعمال والمستثمرين المصريين والعرب والأجانب، ورموز الفكر والثقافة، وبحضور جميع الوزراء المختصين وعلي رأسهم المهندس محلب الذي افتتح المؤتمر. وأهمية هذا المؤتمر تنبع من شقين أساسيين :  أولهما : أنه إسهام وطني جيد وضروري من «أخبار اليوم» في التصدي للقضايا الوطنية الأساسية، في إطار دورها المجتمعي ومسئوليتها الوطنية كمؤسسة إعلامية قومية كبري، تعي وتقدر هذا الدور وتلك المسئولية، وتدرك ضرورة الإسهام الفاعل والإيجابي في إلقاء الضوء الكاشف علي التحدي الأكبر الذي يواجه الوطن الآن، وهو المشكلة الاقتصادية.  وثانيهما : أنه بمثابة الإعداد الجيد والمطلوب والمسبق للقمة الاقتصادية «لمؤتمر أصدقاء مصر» الذي يجري التحضير له حالياً ،...، وهذا واجب وطني لازم وضروري، حرصت «أخبار اليوم» علي المشاركة فيه سعياً لوضع جميع الرؤي والأفكار أمام القمة. «وللحديث بقية»