نحتاج إلي مسارين ضروريين لابد ان يتم خلال كل منهما، أولا ظهير للجيش. ثانيا ظهير سياسي للرئيس، الاول عاجل جدا. والثاني عاجل سأرجيء الحديث عنه إلي ما بعد ضرورة الاول، الجيش المصري أنقذ الدولة بعد يناير وبعد ثورة الشعب ضد الحكم الاخواني، الوضع المثالي لانقاذ الامة والدولة من خطر يهدد وجودها تجسد في ثورة يونيو، ولكن بعد اكثر من عام يبدو الوضع غير منّسق مع حجم الاخطار التي تهدد مصر. يقف الجيش وحيدا في مواجهة ارهاب خطير مدعوم محليا ودوليا وله امتداد محلي، لابد من ظهير عسكري للجيش وإعلامي، سوف استعيد تجارب من واقعنا خلال التاريخ القريب، بعد ثورة يوليو جري انشاء ما عُرف بالحرس الوطني. حيث يتطوع المواطنون للانخراط في صفوف عسكرية تخضع للقوات المسلحة، مهمتها حراسة المنشآت الداخلية والقيام بالمهام التي تتجاوز امكانيات الشرطة وطبيعتها، بعد يونيو 1967 تحول الحرس الوطني إلي الجيش الشعبي، واذكر انني قمت في الأخبار باجراء احاديث مع قادته وتحقيقات عن مهامه، هذه القوات التي تعتبر ظهيرا فعالا للجيش تجعله يتفرغ تماما لمهامه الرئيسية المتصلة بحماية الحدود، والتصدي للعدو والذي كان واضحا جدا- إسرائيل.. الآن لم تعد هناك جبهة واحدة، بل جبهات. احداها الغربية التي تمتد إلي اكثر من ألف وخمسمائة كيلو متر، وخلال حرب الاستنزاف خاضت القوات المسلحة تجربة جديدة عندما قامت المخابرات الحربية بتجنيد عناصر من المواطنين المتطوعين، وتم تدريبهم علي اعلي مستوي قتالي، وكانوا من مواطني السويس، قاموا باول عملية عبور نهارا عام 1969 في منطقة الشط، وعمليات اخري خلف الخطوط عُرفت وقتئذ بمنظمة سيناء العربية، واتيح لي لقاء اعضائها والكتابة عنهم، ولعب افرادها دورا رئيسيا في صد الهجوم علي مدينة السويس ومنع احتلالها يوم 24 اكتوبر. نحن الآن بحاجة إلي انشاء ظهير عسكري للجيش. علي نمط الحرس الوطني. أو الجيش الشعبي، وهذا له تراثه القريب والبعيد في تاريخنا العسكري، سيؤدي هذا إلي توسيع مشاركة الشعب في الدفاع عن الوطن ضد اخطار الخارج والداخل، ونفرغ التشكيلات الرئيسية للجيش لمهامها القتالية، في عام 1956 تم فتح باب التطوع ورأيت بعيني توزيع السلاح علي المواطنين بضمان البطاقة الشخصية، اكد لي سامي شرف مدير مكتب الرئيس عبدالناصر انه بعد انتهاء العدوان الثلاثي، اعاد المواطنون السلاح ولم تنقص منه قطعة، اعرف ان الظروف اختلفت ولكن الذي لم يهن ولم يهتز موقف الشعب المصري ممن يعتدي علي حدوده أو الدولة، الجيش من ابنائه، ومن ابناء الشعب يجب تكوين ظهير عسكري يوسع مشاركة الشعب في لحظة دقيقة من تاريخنا، ويؤازر الجيش الذي يصون الأمة مما يتهددها من اخطار حتي الآن.