ما أحلي مذاقك يا شهر الصوم وما أكثر ثوابك فهنيئاً للمجتهدين ويا حسرة علي الخائبين، فلا تدع الفرصه تفوتك فمازالت أبواب الخير مفتحة أمامك فلا تغلقها بيدك، وهنا يتباري للذهن أليست هناك فرصة، نعم هناك ليلة القدر ليلة خير من ألف شهر، أي مقدار ثوابها يعادل أربعة وثمانين عاما، وكيف لي أن أدركها تدركها بالطاعة فتكثر من الصلاة وتلاوة القرآن وكثرة الدعاء والصلاة علي خير الأنام، وفي أي ليلة من الليالي العشر تكون. في الليالي الوترية، ألم تحدد، أقولها صراحة رغم اجتهاد العلماء وإجماعهم علي أنها ليلة السابع والعشرين فلو أدرك موعدها لتساوي المجتهدون مع غيرهم وهنا أميل لحديث عبد الله ابن أنس قال (يا رسول الله أخبرني في أي ليلة نبتغي فيها ليلة القدر فقال لولا أن يترك الناس الصلاة إلا تلك الليلة لأخبرتك) وما الدعاء المستحب فيها هو ما ذهبت إليه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت: (يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال: قولي اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عني) وقوله صلي الله عليه وسلم: (اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، وكيف أتعرف عليها يقول واثلة بن الأسقع عن رسول الله قال: (ليلة القدر بلجة، لا حارة ولا باردة، ولا سحاب فيها ولا مطر، ولا رعد، ولا يرمي فيها بنجم) فأي ليلة هذه فيها نزل القرآن وفيها يفرق كل أمر حكيم يقول ابن عباس فيها يقسم القضايا التي تحدث للعالم من موت وصحة ومرض وغني وما يطرأ علي البشر من أحوال مختلفة، سلام علي أولياء الله وأهل طاعته، فيارب لا تحرمنا أجرها واجعلنا ممن يدرك خيرها واجعلنا نشم فيها عطر الطيب مع الكرام البررة وخير الحفظة.