إنه قرار وطني حكيم وصائب ومسئول هذا الذي اتخذته القيادة السياسية المصرية متمثلا في عدم المشاركة في الحلف الذي دعت إليه الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم داعش الإخواني. لا يمكن وصف هذا الموقف المصري بأنه ضد انهاء خطر هذا التنظيم الإرهابي الذي يشوه الإسلام بممارساته في سوريا والعراق ولكنه رفض لمشاركة أمريكا محاربة هذا التنظيم في العراق وسوريا. هذا التوجه المصري يعكس عدم الرضا عن السياسة الأمريكية التي تعودت أن تكيل بمكيالين. كيف بالله يمكن أن نسير وراء مثل هذا المخطط الأمريكي الذي يزعم قيادة تحالف لمحاربة داعش بينما يعلم الجميع أنها وحلفاءها كانوا وراء تأسيسه علي الأراضي السورية لمحاربة نظام الأسد. ليس أدل علي هذه الحقيقة من رفض تركيا الحليف الأمريكي الشريك في تأسيس داعش التوقيع علي بيان بشأن هذا التحالف. في نفس الوقت فإن الشعب المصري لا يمكن أن ينسي أن هذه الإدارة التي تتبني إقامة هذا الحلف هي نفسها التي تقف مؤيدة وداعمة لتنظيم الإخوان الإرهابي الذي يمارس كل أنواع القتل والتدمير والتخريب ضد مصر. مع استمرار هذا التوجه الأمريكي المريب الموجه ضد الشعب المصري فإنه ليس خافيا علي أحد ان واشنطن كانت وراء الدفع بهذا التنظيم الإرهابي إلي حكم مصر وقدمت له كل الرعاية اللوجيستية والمادية وأصدرت التعليمات إلي عملائها الذين دربتهم علي نشر الفوضي الخلاقة لتأييده والوقوف إلي جانبه. ان مصر بمكانتها وريادتها وحرصها علي مصالحها وأمنها القومي وسيادتها ليست علي استعداد  لأن تكون تابعة للدولة الأمريكية التي تتبني السياسات العدائية ضد أمنها واستقرارها. لقد كان يمكن أن يكون لمصر موقف غير هذا الموقف لو أن إدارة واشنطن جنحت وأدركت حقيقة الأعمال العدائية الاجرامية الإرهابية التي تقوم بها جماعة الإرهاب الإخواني ضد الشعب المصري الذي شلحها ولفظها بثورته الشعبية العارمة يوم ٣٠ يونيو. انه لا يمكن لهذا الشعب وقياداته الوطنية أن تنسي لإدارة أوباما المتحالفة مع هذا التنظيم الإرهابي وصفها لهذه الثورة التي شارك فيها الملايين من أبناء الشعب المصري بالانقلاب. إن هذه الإدارة كانت وراء الضغوط والتدخلات والمباركات والتسهيلات التي استهدفت توفير الملاذ الآمن لقيادة جماعة الإرهاب الإخواني. هل يمكن بعد كل هذا أن ترضي كرامة مصر أو توافق أو تأمن مشاركة المتآمرين علي أمنها واستقرارها وسيادتها في أي عمل مهما كانت أهدافه. علينا أن نتذكر الآن ان هذا الموقف الأمريكي الحالي في مواجهة استشراء خطر داعش صنيعتها علي الأرض السورية هو تكرار لما حدث مع بن لادن وتنظيمه الإرهابي. هل يمكن لأحد أن ينسي ان أمريكا صنعت بن لادن وجندت له أتباعه بواسطة السي آي ايه وتبنته لمحاربة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان. بعد انتهاء هذه المهمة واتهام بن لادن بانه كان وراء الهجوم الكارثة علي مركز التجارة العالمي في نيويورك عام ٢٠٠١. تحول هذا الصنيعة الأمريكية إلي عدو مبين جرت مطاردته حتي تم اغتياله في باكستان. إن ما تقوم به أمريكا حاليا في السعي إلي محاربة »‬داعش» هو تجسيد لعمليات تربية الوحوش التي تلجأ بعد ذلك إلي محاربتها عندما تكتشف انها أصبحت خطرا علي مصالحها.