يالها من رحلة تحمل في طياتها الكثير من النبل وتستنهض كل من أراد إنقاذ إنسان حر وقع في أسر سجان ظالم. منذ 5 أعوام وأنا أتابع سفن الحرية التي تخرج محملة بناشطين حقوقيين من العالم لكسر حصار غزة. ولكني مسجونة في سجن أكبر أبحث فيه عن مغزي لرحلات الحرية وكل العالم محاصر من إسرائيل؟
فأمريكا أكبر قوة في العالم يحركها اللوبي الصهيوني الذي يختار الرئيس ونواب مجلسي النواب والشيوخ لحماية الابن المدلل البرئ من همجية العرب. وأمريكا هي من تضمن لإسرائيل التفوق العسكري الذي يجعلها أقوي جيوش المنطقة عبر تزويدها بأحدث الأسلحة مع تحجيم إمكانيات الجيوش العربية ووضع ترسانتها العسكرية قيد المراقبة لتبقي تحت السيطرة. وأمريكا هي من اخترعت نظاما عالميا تحمل فيه كارت الفيتو لحماية إسرائيل من الإدانات الدولية إذا تجرأ أحد علي ذلك.
واستكمالا لهذه المهزلة الدولية سنجد أنه من عمر قضية الصراع العربي الإسرائيلي أنشئت تلك المؤسسات الدولية القابعة تحت الهيمنة الأمريكية الصهيونية كي تصدر لنا بيانات الإدانة الكلامية وما أكثرها لنخرج بنتيجة في النهاية مثل إعلان بان كي مون أن إسرائيل خارج القائمة السوداء لانتهاكات حقوق الأطفال وهو يعرف أن إسرائيل تقتل أطفال العرب منذ عام 1948 وهم أجنة في بطون أمهاتهم. وفي أوروبا سنجد حصار منظمات اليمين الصهيونية التي لم تدخر جهدا لنشر فكر العداء للعرب والمسلمين لتسود العالم لغة المصالح التي تعلي من شأن كيان محتل وتقلل من قيمة قضية تحرر وطني. أما أحرار العرب فمصيبتهم أكبر وهم أسري لذاك الحصار الأسود منذ عقود تائهين في فلك حروب إسرائيل ومؤامراتها ومجبرون علي التعايش مع المتصهينين العرب. وأدرك اليوم أكثر من أي وقت مضي حاجتنا الشديدة لسفينة نوح كي تنقذنا من سجن إسرائيل لنعيش بحرية.