أشلاء متانثرة علي امتداد البصر.. جثث لكائنات هلامية ملقاه في كل ناحية.... الأسماك تكاد تختفي من البحر.. الصيادون هجرو قواربهم وأزالو شباكهم.. المياه دافئة والأمواج هادئة بلامصطافين.. هذا هو حال شواطئ العريش الممتدة علي طول ساحل شمال سيناء.. ليس السبب هو إرهاب التكفيريين.. فأهل العريش يحبون البحر.. شهر يوليو هو موسم غزو القناديل.. لم تكن أبدا من سكان البحر المتوسط.. جاءت من البحر الأحمر بعد حفر قناة السويس.. الصيد الجائر للسلاحف البحرية جعل القناديل بلا منافس يتغذي عليها. في كل عام تتكاثر بأعداد مهولة ثم تأكل كل ما في طريقها من بيض للأسماك وتطلق سوائلها الكاوية ليهرب رزق الصيادين من كل مكان حولها.. دقائق معدودة في المياه تكفي ان تحول جسدك كله إلي اللون الاحمر وكانك تعرضت لعقوبة الضرب بالسياط.. الجميع يهرب.. بعد فترة تندفع القناديل إلي سطح البحر لتكون بالقرب من المياه الدافئة التي تفضلها وفجاة تندفع مع الأمواج إلي رمال الشاطئ لتموت..المشهد اشبه بالانتحار الجماعي.. آلاف من القناديل مختلفة الأحجام والأنواع تندفع لتنفجر اكياسها المليئه بالمواد الكاوية علي الشاطئ.. ٩٥٪ من اجساد هذه الكائنات مياه ومواد كاوية وجسدها بلاعقل.... ١٢ يوما قضيتهم بمدن شمال سيناء لتغطية الهجمات الارهابية الاخيرة..كل يوم اتأمل هذه الهجمات البحرية التي ازالت الخير ومظاهر الحياه من حولها... علي الناحية الاخري من الشاطئ وداخل مدن شمال سيناء توجد ايضا قناديل من نوع اخر..هي قناديل بشرية تتشابه تمامام مع تلك البحرية في انها بلا عقل وتندفع لتفجر سمومها ومتفجراتها في الأبرياء ويذهب الخير من حولها اينما وجدوا فقد الحل الخراب علي سكان المدن التي خرجوا منها.. ولكن نفس الأمر فأشلاء التكفيريين الآن تملأ صحراء وشوارع شمال سيناء.. الرؤوس الكبيرة والصغيرة تسقط وتجرفها التيار واحدة تلو الاخري وتتحطم علي صخرة قواتنا المسلحة.. السؤال الذي يطرحه الجميع متي ينتهي موسم التكفيريين وتنتهي الحرب علي في سيناء... من يتأمل خلق الله في ارضه وبحره وطبيعة مخلوقاته يدرك ان هؤلاء التكفريين ليسوا سوي قصة عابرة علي ارض تلك البقعة الطاهرة.. وانه موسم سينتهي عاجلا ام اجلا.. الحديث عن انتصارهم هو ضعف بصيرة.. ضباطنا وجنودنا يقفون الان وهم كلهم ثقة وايمان وتصميم علي الاستمرار. في تطهير تلك البقعة الغالية لا يهابون تلك اللسعات الكاوية وكثرة هجماتها بل يضعونها تحت اقدامهم وسرعان مع بداية شهر اغسطس ما تقوم اشعة الشمس بتبخير اجساد القناديل وتعود الحياة إلي طبيعتها ويعود الصيادون إلي أعمالهم ومراكبهم وشباكهم فقد انتهي موسم تلك القناديل ولكن علينا وقتها ان نعيد السلاحف إلي شواطئ البحر المتوسط وان ننشر التعليم الجيد وسماحة ووسطية الاسلام والاهتمام بأهالي سيناء.