هل يمكن لأمة تتعرض لحرب عدوانية ولأخطار شاملة تتهدد وجودها، أن تقف منتظرة وصول الخطر إلى أرضها وتحققه قبل أن تتحرك؟ وهل يمكن لأمة كأمتنا المصرية أن تأمن على مصيرها وهى تكتفى بعمليات محدودة ضد أعداء الداخل ولا تأخذ خطوات فعلية نحو اجتثاث كامل للخطر الساكن بشعابها؟
وهل صواباً أن نعمل حساباً لمواقف دول وحكومات أجنبية نعلم يقيناً بأنها لن تتخلى أبداً عن عدوانيتها تجاهنا، وأنها تسعى لهدم وتقسيم بلادنا ووأد كل فرصنا للاستقرار وامتلاك القدرة على التقدم وحماية ترابنا الوطنى وأمننا الداخلى؟
وهل يصح فى حالنا أن نترك كل الذين نهبوا الوطن وأضعفوه ومكنوا منا الأعداء، وعبثوا بمقدرات الشعب فأفقروه وأمرضوه وأشاعوا بقلبه ووجدانه الجهل والانحلال، أحراراً طلقاء بل ونحفظ لهم ما سلبوه، ونمكنهم ومن لحقوا بهم فأفسدوا الأرض وقوضوا أمن هذا المجتمع وخانوا ∩صراحة ∩ الوطن، ∩من∪ مشاركتنا إدارة شئون الوطن والتحكم بواقعه وبمستقبله، بدعاوى إعمال قانون عادى نعلم فيه العوار، والحريات السياسية التى وضع محدداتها من لم يفوضهم الشعب ولم يؤمنوا بأن ثورات قامت فى مصر من أجل الحقوق كلها ومن أجل وطن أراده الناس قوياً حراً قادراً، يحيون أعزة تحت سمائه وبكرامة على أرضه فحجبوا إرادته عن هذه المحددات حتى جاءت لتعبر عمن أراد أن يسلم القط مفتاح الكرار أو ∩ اللصوص مفاتيح خزائنه والخونة مرابض سلاحه ∩ !!
لاشيء من ذلك يمكن وعند من صحت عزيمته لبناء وطن أن يكون صائباً، ربما يتصور البعض ويصور لغيره وهذا البعض ∩ لا ريب ∩ من المخلفات الفكرية لعصر مبارك فى الأجهزة وراء صياغة السياسات، إن مهادنة القوى المعادية سيفسح المجال لأن نكون أكثر جاهزية.. ∩كلام∪ رخيص غث يدعونا إلى الرثاء على حال مؤسسات يحفل تاريخها بعقول نابهة وقلوب جسورة لا تعرف إلا مبادئ الوطنية الخالصة!!
ولأننا لا نملك ترف تحمل نتائج مقامرات وطنية يظنها ويدعوها الخانعون والجهلة مواءمات سياسية، أقول وبوضوح يحتاج الحال من مؤسساتنا ورئيسنا الذى اخترناه ونعتده مقاتلاً، ∩حركة∪ تصحيحية ذاتية وطنية فى منطلقاتها، ثورية فى جوهرها، فالنتيجة التى وصلنا إليها بهذه التوجهات التى أدارت شئون المرحلة الانتقالية منذ خلع مبارك وحتى اليوم، ليس ممكناً أن تقود الوطن إلى أمان.
ليس مقبولاً أن نترك إثيوبيا تبنى سداً يحرمنا المياه ونقول بأننا نتفاوض معهم.. والأساس إذا أردتموها سياسة أن يقف العمل لنتفاوض أما نتفاوض وهم مستمرون بالتشييد، فهذا لن يقود إلا إلى تسليم.. وليس مقبولاً فى الوقت الذى نشارك فيه بعمليات فى اليمن أن نتغافل عن الخطر الداهم الأكبر القائم فى ليبيا ونقول ∩بعده∪ لم يخرق الحدود، وكأننا نترك ثعبانا خرج من بيضته ليكبر فى بيتنا.. ليس مقبولاً استمرار التعامل مع المسألة السورية وعدونا فيها مشترك ويدير حربه معنا كمسرح عمليات واحد أن نتعامل وكأننا على الحياد.. لا يمكن أن نكون فى قلب الحرب ولا نتقاتل.