يذهب رئيس الوزراء إلي الحج، أو لا يذهب، أمر لا يعنينا.. تكتمل حجته أو تنتقص، تلك صلته ، وعلاقته بربه، لا شأن لنا بالأمر..لكن جدل الفقهاء يعنينا، وفتوي دار الأفتاء تعنينا، ثم كامل الدهشة من السلوك، الذي يضطر رئيس الوزراء، ووزير الداخلية لأن يقطعا مناسك الحج، والاسراع بالعودة للقاهرة، قبل فجر يوم النحر (فلا يقومون بطواف الوداع، ولا رمي جمرة العقبة الكبري، ولا ذبح الهدي) لاداء صلاة عيد الأضحي برفقة الرئيس السيسي، في مسجد السيدة (صفية) بمصر الجديدة، والتقاط الصور للمناسبة الرسمية !! ‎حكي أحد الليبيين ، أن »القذافي»‬ دخل يوما مسجدا في »‬بنغازي» فصلي الظهر ركعتين.. وعندما سئل: لماذا صليت الظهر ركعتين ؟.. قال (أيام النبي كان الناس فاضيين.. اليوم يجب أن يذهبوا إلي أعمالهم )!! ‎يختصر الحكام الصلاة، ويختصرون الحج.. فيجب أن يذهب الناس إلي أعمالهم..!! ‎ لا شأن لنا بتقوي رئيس الوزراء، ولا بتقوي وزير الداخلية، ما يعنينا هو أن يتقوا الله في عملهم وواجباتهم ومسئولياتهم تجاه الوطن والمواطنين.. لكن اختصار الحج أثار جدلا واسعا بين الفقهاء، وعلماء الدين.. رآه البعض أخلالا بمناسك الحج، بل حجة منقوصة ، لا تحتسب، وأضاف د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة بالأزهر (إذا أراد رئيس الوزراء، العبادة فليتفرغ لها).. البعض الآخر رأي أن الحجة صحيحة شرعا، وأن (الحج عرفة) ! الأهم أن دار الافتاء أصدرت بيانا رسميا بصحة الحجة .. (للحج ركنان أساسان هما الوقوف بعرفة، وطواف الافاضة، ويجوز ترك الطواف بعد رمي جمرة العقبة الكبري، أو قبلها، ويكون الحج صحيحا.. ويجوز للحاج أن يوكل من يرمي الجمرات بدلا منه، إذا كانت هناك ضرورة تستدعي ذلك، وعلي الحاج ذبح هدي). ‎طبعا لم يتحدث البيان عن الضرورة التي استدعت اختصار الحج !! ولا عن الضرورة التي استدعت الذهاب إلي حجة سيتم قطع مناسكها !! الأهم أيضا ،أن أحدا لم يطالب دار الافتاء بالفتوي الرسمية، أو بيان صحة الحجه أو بطلانها، فالأمر لا يخص الناس فعليا... لكنها فتاوي (تخشي في الحق لومة لائم).