ألقت أزمة سوريا واللاجئين وتنظيم الدولة بظلالها علي مؤتمر قمة المناخ الذي عقد في فرنسا، وصرح كل من الرؤساء أوباما وبوتين وأولاند ومعظم المشاركين أن مشكلة سوريا لم تحل عسكرياً بل سياسياً، وأكد أوباما علي ضرورة استبعاد بشار عن الحكم، فكل ما يشغل دول أوروبا هو تأمين حدودهم التي تبدأ من تركيا، لقد شاركت في مؤتمر تناول أزمة المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء السياسي، نظمته الجامعة الأمريكية، بالتعاون مع سفارة فنلندا والمعهد الفنلندي في الشرق الأوسط، والعديد من سفراء أوروبا، وأساتذة جامعات، وبعض اللاجئين من جنسيات مختلفة مقيمين في أوروبا عرضوا تجربة اندماجهم الإيجابية الناجحة في أوروبا، ليثبتوا أنهم ليسوا إرهابيين، وناقش المؤتمر أسباب وحجم الأزمة، وردود أفعال ومدي مسئولية دول الإتحاد الأوروبي تجاه الأزمة، ومدي مسئولية المنظمات الدولية عنها، فمن وجهة نظر الدول الأوروبية كل ما يهمهم هو الأمن، وتأمين حدودهم المتاخمة لدول الشرق الأوسط المطلة علي البحر المتوسط، والحفاظ علي الهوية الأوروبية، مع الأخذ في الإعتبار التغير الديموجرافي في الدول المستقبلة للمهاجرين، وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا، والتي تصاعدت بعد حادثة 13 نوفمبر الدامية في فرنسا، وتقابلها وجهة نظر مغايرة للدول المصدرة للمهاجرين واللاجئين، فهم يبحثون عن لقمة عيش وحياة أفضل، بعدما ضربت البطالة دولهم، وانعدام العدالة الإجتماعية، ودخول منطقة الشرق الأوسط في حروب وثورات علي حكامهم الديكتاتوريين، وحرب العراق، كل هذا أدي إلي نزوح الملايين، كما تفاقمت أزمة اللاجئين بعد وصولهم حدود أوروبا سيراً علي الأقدام بعد عبور البحر، وأصبح الوضع أكثر تعقيداً في سوريا، فكل يوم تقصف الطائرات الروسية مدنيين أبرياء ولم يلتفت لهم العالم.