زواج الصبية من العجوز خطر دائم ففيه كما قال سيدنا محمد ﷺ «نار تندلع وماء ينقطع» فماذا يفيد المال وهل بناتنا مكتوب عليهن الزواج المغموس بالعذاب!!


صدق النوايا وحده لا يكفي وقرارات الدولة لحماية بناتنا من الزواج غير المتكافئ عمرا وحسبا ونسبا لا يضمن اية حياة للبنت بعد ذلك خاصة ان شهادة الضمان لهذه الزيجات قيمتها خمسون الف جنيه بعائد يصل سنويا ستة آلاف حاليا بمعدل خمسمائة جنيه شهريا اي اقل من نصف الحد الادني للحياة وفق تقديرات الدولة.
حقا لدينا قري تعيش فقرا مدقعا واعلم ان هناك جمعيات تساعد اهلها خاصة في حالات الزواج بتقديم اثاث منزلي او دعم مالي لاتمام هذه الزيجات.. هذا هو المقصد الصحيح ان تتبني الدولة مشروعا اجتماعيا شاملا يأخذ من اموال الزكاة جزءا يخصص لحالات زواج الفقيرة.
لست ضد زواج البنت المصرية من شخصيات عربية.. لكن الامر يتوقف عندي عن ماهية هذا الزواج هل الثري العربي جاء يشتري فتاة بأمواله ليقضي معها بضعة ايام او سنوات قليلة ثم يتركها.. هل هذا هو السبب الذي جعل الدولة تحاول تأمين موقف الفتاة بشهادة البنك لتأمين مستقبلها بعد ان يتركها حيا او ميتا نظرا لكبر سنه عنها بـ٢٥ سنة كحد ادني؟!
لو نظرنا الي الحدث فهذا زواج ليس في نيته الاستقرار وانما الاستمتاع فقط ليس لبناء اسرة تضيف للمجتمع ذرية صالحة تزرع وتعلم وتعمر وانما لقضاء أوقات شهوانية من العمر حيث يميل العجوز الي الفتاة الصغيرة ميلا فطريا ولاثبات الوجود من ناحية اخري وعدم احترام السن.
لو نظرنا الي الفتاة الصغيرة الفقيرة.. هل هذا ما تريده من الارتباط غير المتكافئ في كل شيء ام ان ظروف الواقع المريرة فرضت عليها هذا الامر ولم تجد مناصا للهروب من حياتها في بيت الاسرة واقعها الفقر المدقع وحياتها في بيت الزوجية فيه تلبية لبعض متطلبات الحياة ولو لفترة من الزمن.. فهي تنظر للامر علي انه انتقال حياتي من حالة العدم الي حالة حياة ولو مؤقتة ولكن ماذا بعد.. مرارة نفسية وشرخ في المشاعر وفتات من الاموال لا يسد رمق الحياة حتي مع شهادة الضمان الزوجية.
لو نظرنا الي قرار حماية الفتاة بشهادة البنك والحفاظ علي عائدها خمس سنوات.. هي ذات مبلغ ضعيف لو تم حسابه بقيمة الدولار لدي العربي القادم للزواج من فتاة صغيرة.. هذا الضمان لا يشكل ادني مشكلة له فهو قليل جدا يقترب من ستة الاف دولار اي ان كل سنة فرق في العمر بينهما تقف بـ٢٤٠ دولارا وسنة الزواج بـ١٢٠٠ دولار اي مائة دولار شهريا انها مأساة في الزواج والضمان!!
ستظل القاعدة الصحيحة هي الاساس التي تبني عليه الزيجات التكافؤ والحب والمودة والاستقرار وليس فرق العمر الكبير والضمان القليل وحتي لا تصرخ المرأة من ظلم الزمان لها اري ان صندوق دعم الزواج القائم علي الزكاة والتبرعات والدعم العيني هم اساس ومساعدة الدولة في توفير الوحدات السكنية باجر معقول هو افضل الطرق والسبل للحفاظ علي بناتنا.
علي الدولة ان تنبه وتحذر من الزيجات التي هي اقرب إلي زواج المسيار او زواج البيع وان تضع قواعد واسسا للزواج الناجح من العربي او الاجنبي المسلم يلتزم بها الطرفان وان تغلق ملف الماضي الذي كان يودع بناتنا في احضان الاغنياء العواجيز لقضاء فترة من الحياة هروبا من الفقر ثم العودة اليه بأمراض نفسية تزيد الهم هماً.
علي الأباء ألا يبيعوا بناتهن ببعض الاموال سواء مهرا أو مؤخرا أو هدايا. بناتنا لسن بضاعة تشتري لاشباع رغبات الاخرين وانما هن احرار يتزوجن ممن يشأن علي اساس المودة والرحمة وليس الطمع في جمالهن أو شبابهن فقط.
فلنحسن الاختيار ونبعد عن الانبهار بعجوز لديه سلة عملات.