إصرار الإعلام الأمريكي ومن يسيرون خلفه علي عدم فهم الأوضاع في مصر، وحقيقة ما جري في 30 يونيو 2013 علي أنه ثورة شعبية مصرية حضارية غير مسبوقة أسقطت جماعة فاشية ارتكبت ولاتزال ترتكب أعمالا إجرامية إرهابية في حق الوطن وأبنائه. وكان ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز منذ أيام عن مصر وأبنائها ونظام الحكم فيها مخالفا لحقيقة الأوضاع في مصر. إلي متي سيستمر هذا الفشل الإعلامي والدبلوماسي في مخاطبة الرأي العام العالمي وفي المقدمة منه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، إلي جانب التقصير الواضح من كبار كتابنا ومثقفينا ودور الإعلام ووسائله التي لا تعد ولا تحصي، فالسفارات المصرية في الخارج والمكاتب التابعة لها وفي مقدمتها المكاتب الإعلامية والثقافية والدبلوماسية وملايين الدولارات التي تنفقها في احتفالات والحفلات وتبادل الزيارات بين الدبلوماسيين والإعلاميين والمبالغ الضخمة التي كانت تنفق ولاتزال حتي وقت قريب لشراء مساحات في الصحف والفضائيات ونشر ملاحق صحفية عن التعاون والصداقة والمشروعات الوهمية بين مصر والدول التي يزورها رئيس الجمهورية وإذاعة أفلام وثائقية عن مصر وآثارها والمناطق السياحية، كل ذلك بمقابل مئات الآلاف من الدولارات في كل زيارة كان هذا الحال قبل 25 يناير 2011. كنت أتمني أن يقوم المسئولون عن هذه المكاتب بتنظيم لقاءات لكتابنا ومثقفينا وفنانينا ـ الذين رافقوا الرئيس السيسي زيارته للأمم المتحدة ـ مع مسئولي الإعلام والفضائيات الأمريكية لشرح حقيقة الأوضاع في مصر التي يجهلها الرأي العام الأمريكي حتي هذه اللحظة، بسبب فشل سفاراتنا ومكاتبها في الخارج في نقل الحقيقة إلي أن يفيقوا ويعلموا أن الشعب المصري قام بثورة عظيمة في 30 يونيو 2013 شاهدها العالم علي الهواء متي تضع سفاراتنا هذه الثورة علي أجندتها الاحتفالية!