كأننا قد فرغنا من طرح ومناقشة وبحث جميع قضايانا الآنية ومشاكلنا الحالية والملحة، التي تحيط بنا ونعاني منها في ظل الظروف الخاصة جدا التي يمر بها الوطن الآن ومنذ فترة ليست بالقليلة، حتي نبحث عن قضايا ومشاكل أخري للاختلاف حولها والتصارع بشأنها، دون التفات إلي انه لا جدوي من وراء ذلك سوي الخلاف ومزيد من الفرقة والانقسام. والملاحظ في هذا الشأن جنوح البعض من نخبة المثقفين، والمشتغلين بالشأن العام والزملاء من الإعلاميين، هذه الأيام لإثارة بعض القضايا موضع الخلاف، أو التي كانت خلافية في وقتها وزمانها من وجهة نظر أطرافها والمتحمسين لها، وإعادة طرحها من جديد وكأنها أصبحت مرة أخري حالة وعاجلة ويجب البت بشأنها. ولعل في العودة لإثارة وطرح قضية مسئولية وصلة كل من الرئيس جمال عبدالناصر وأنور السادات عن نصر أكتوبر وملحمة العبور العظيم، المثال الحي والواضح علي ما نقوله، انطلاقا من محاولة طرحها وإثارتها من جانب البعض وكأنها قضية خلافية وموضع انقسام في الرؤي والرؤية،...، وهذا من وجهة نظري غير صحيح رغم احترامي الشديد للجميع، وتقديري لوجهة نظر كل من اثار هذا الموضوع أو تناوله بالرأي أو التعقيب. وفي تصوري ان هناك خطأ جسيما وقع فيه كل من أحب الرئيس عبدالناصر، وآمن به زعيما وطنيا وقوميا، مخلصا لوطنه وأمته، عندما أصر علي وضع الرئيس السادات منذ اللحظة الأولي لتوليه السلطة، موضع الضد لعبدالناصر والساعي لمحو اسمه ومنجزاته. وأري ان ذلك الخطأ قد تضاعف عندما تصاعدت تلك المشاعر، وتحولت إلي موقف عدائي رافض للرئيس السادات وجميع سياساته ومنجزاته،..، ووصل الأمر بالبعض إلي محاولة النيل من إنجازه الأكبر في حرب أكتوبر المنتصرة. وفي تصوري كذلك ان هناك خطأ مقابلا وقع فيه كل من أحب الرئيس السادات وآمن به زعيما وطنيا وقوميا مخلصا، عندما أصر علي تركيز النظر للرئيس عبدالناصر، علي انه المسئول عن هزيمة ١٩٦٧، وغياب الديمقراطية وزيادة دور الدولة البوليسية. وفي رؤيتي أيضا ان ذلك الخطأ قد تضاعف عندما تصور المحبون للسادات ان مهاجمة عبدالناصر ومحاولة النيل من إنجازاته هو موقف ضروري يصب في صالح الرئيس السادات. »وللحديث بقية»‬