يحتفل المسلمون فى أركان العالم.. بذكرى عزيزة على النفوس وهى المولد النبوى الشريف.. هذا الرسول الكريم الذى أضاء نور الإيمان والعلم فى كل القلوب والنفوس ليحيل ظلام الدنيا إلى نهار ساطع يقود العالم كله من ظلمات الجهل.. نعم جاء الرسول (صلى الله عليه وسلم) لينشر تعاليم الإسلام السمحة ويرفع قيمة الإنسان ويؤكد أن الله حق وأن الأعمال الصالحة مصيرها الجنة وينهى عن السيئات المؤدية لجهنم.. شهد الجميع لمحمد بأنه النبى الصادق والذى كان يتعامل مع الجميع بهذه الصفة التى ترحم كل المتعاملين معه.. وكانت أمانته هى الصفة الأساسية التى جعلت السيدة خديجة ذات المال والجاه تطلب الزواج منه وتعيش معه حتى نزل الوحى عليه وكانت السند الأول له فى نشر رسالته..وكانت صفة الصدق والأمانة هى المخرج الوحيد أمام زعماء قريش عندما اختلفوا على وضع الحجر الأسعد فى مكانه فى الكعبه لولا مجىء الصادق الأمين فأمرهم بوضع الحجر على شاله وطلب منهم أن يحمل كل واحد طرفا من هذا الشال ثم حمل الحجر بيديه الشريفتين ووضعه فى مكانه الحالي.
ثم نتحدث عن الرحمة والتى كانت السبب الأساسى فى قيام الرسول بالزواج من عدة زوجات رحمة بظروفهن وحتى ينفق عليهن ومسح أحزانهن.
أيضاّ ظهرت رحمته عندما انقطع هذا اليهودى الذى كان يقضى حاجته يوميا على باب بيت الرسول فسأل عنه وعلم أنه مريض فذهب الرسول إليه ليعاوده وهنا شهد اليهودى بشهادة الإسلام اعترافا برحمة الرسول وأخلاقه السمحة..ومن منا لا يتذكر واقعة السيدة التى سرقت وجاء أحد أتباع محمد ليطلب منه إعفاءها من العقاب فقال النبى قولته الشهيرة: والله لو سرقت فاطمة ابنة محمد لقطعت يدها.
ولا ينسى التاريخ الوصايا التى كان يوصى بها الرسول لقادة جيوشه قائلآ: لا تقتلوا الأطفال والنساء وكبار السن ولا تقتطعوا شجرة ولا تحرقوا بيتاّ أو دارا للعبادة.. كما أوصاهم بعدم الضغط على أهل الكتاب بالدخول غصباً فى الإسلام مقابل دفعهم الجزية عملً بقول الله تعالى لأهل الكتاب :لكم دينكم ولى دين.
وتتجلى رحمه الرسول فى معاملته لأسرى الحرب فلم يقتلهم أو يعذبهم بل أمر كل أسير بتعليم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابه وعندما دخل مكة فاتحاّ لم ينتقم من أهلها الذين عذبوه هو وأتباعه، ولا ننسى مقولته: من دخل بيت أبو سفيان فهو آمن.. وعندما سأله عظماء قريش وماذا تفعل بنا؟ قال برحمته المعهودة: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
ولعل قمة الرحمة للرسول عندما كان يسجد أثناء صلاته ويصعد حفيداه الحسن والحسين فيطيل السجود حتى ينزل الصغيران وعندما سأله أحد الأصحاب عن هذا فقال: من لا يرحم لا يرُحم.