في يوم من الأيام كانت لدينا صناعة قوية وراسخة اسمها صناعة السينما، كانت تدر علي الدخل القومي المصري الكثير، والأهم أنها كانت تمثل رأس الحربة في الفترة المصرية الناعمة التي تسيدنا بها العالم العربي، وأفريقيا، بل وصل الأمر إلي أن تركيا التي تحتلنا الآن  بمسلسلات العشق الحرام والممنوع، تربي شعبها علي الافلام المصرية. هذه الصناعة تراجع دورها وانحصر المشاهد في عدد محدود من الافلام التي تنزل لدور السينما في الاعياد، وكلها تقريبا عبارة عن »رقاصة»‬ وبلطجي وأفيهات جنسية، ويبقي بالصدفة فيلم جيد هنا أو هناك.. تراجع عدد الافلام من 120 فيلما الي 20 فيلما في العام، الأسباب كثيرة ومتشعبة، أبسطها مثلا أن ساعة التصوير في مطار القاهرة الجديد قيمتها 10 آلاف جنيه، وأي مشهد قد يحتاج لتصويره الي عدة ساعات، والنتيجة أن المنتج لا يستطيع دفع كل هذه المبالغ فيكتفي بيافطة في الشارع تقول طريق المطار والنتيجة الأسوأ أن مطار القاهرة الجديد لم يظهر في أي فيلم جديد.. يحدث هذا في الوقت الذي يتم فيه التصوير ولمنتجين أجانب في مطارات هيثر وشارل ديجول وروما مجانا وبدون مقابل علي اعتبار إن هذا دعاية مجانية للبلد. هل يعقل أن هناك 60 قناة مجهولة المصدر تقوم بعرض الافلام »‬مسروقة» في وقت عرضها في السينمات، وتتحصل علي إعلانات عليها في الوقت الذي يتعرض فيه المنتج للافلاس. صناعة السينما تمثل دخلا قوميا رئيسيا في بلد مثل الهند، وطبعا أمريكا احتلت العالم بثقافتها. كيف تعود مصر لصناعة سينما قوية؟ إجابة هذا السؤال المهم أحد مفردات مؤتمر تعد له مؤسسة أخبار اليوم بعنوان صناعة الابداع.. مستقبل مصر