نكن كل المحبة والتقدير للشعب الصيني الصديق، ولأننا مبهورون بالإنجازات العظيمة المتنوعة للصينيين، فإن المأمول من زيارة الرئيس الصيني الكثير.
التوسع في الاستثمارات المشتركة، الزراعة، النقل، الإسكان، التعليم ،التدريب، فهناك تمهيد ودراسات ومشاريع تم الاتفاق علي تنفيذها من شهور، آن الاوان لبدء تنفيذها، خاصة مشروعات النقل وتكنولوجيا الزراعة، والبناء وغيرها من أوجه التعاون المشترك، ولكنهم لم يأتوا ليمنحونا بلا مقابل، لديهم فائض ضخم من الأموال وتكنولوجيا عالية يرغبون في استثمارها وتسويقها، فهل نستثمر الفرص؟ هذا هو المأمول من حكومتنا أيضا.
ولأننا لسنا وحدنا علي الساحة الدولية، فقد اقامت الصين 2010م، علاقات التعاون الاستراتيجي القائمة علي التعاون الشامل والتنمية المشتركة بين الصين والدول العربية، الأمر الذي أدخل التعاون الجماعي الصيني العربي إلي مرحلة جديدة من التطور والتقدم النوعي علي نحو شامل. وعلي هذا الأساس، أوضح الرئيس الصيني شي جين بينج المجالات والاتجاهات ذات الأولوية للتعاون الجماعي الصيني العربي في الخطاب الذي ألقاه خلال افتتاح الاجتماع الوزاري السادس لمنتدي التعاون الصيني العربي في عام 2014، الأمر الذي حدد دليل عمل لتطوير العلاقات الصينية العربية وبناء المنتدي.
لقد وضعت الصين أول وثيقة خاصة بسياستها تجاه الدول العربية ترتكز علي تعميق علاقات التعاون الاستراتيجي الصينية العربية القائمة علي التعاون الشامل والتنمية المشتركة، فالعالم العربي شريك مهم للصين التي تسلك بخطوات ثابتة طريق التنمية السلمية في مساعيها لتعزيز التضامن والتعاون مع الدول النامية وإقامة علاقة دولية من نوع جديد تتمحور علي التعاون والكسب المشترك.
وتلتزم الصين بتطوير علاقاتها مع الدول العربية علي أساس المبادئ الخمسة المتمثلة في الاحترام المتبادل للسيادة ووحدة الأراضي، وعدم الاعتداء، وعدم التدخل في الشئون الداخلية، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي. وتقف إلي جانب عملية السلام في الشرق الأوسط وتدعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة علي حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتدعم الجهود المبذولة من الجامعة العربية، وتتمسك بحل القضايا الساخنة في المنطقة بطرق سياسية وتدعم إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، كما تؤيد الجهود الحثيثة التي تبذلها الدول العربية من أجل تعزيز التضامن ووضع حد لانتشار الأفكار المتطرفة ومكافحة الإرهاب وغيرها. وتحترم الصين خيار الشعوب العربية، وتدعم جهود العربية في استكشاف الطرق التنموية التي تتناسب مع خصوصياتها الوطنية بإرادتها المستقلة، مع الأمل في زيادة تبادل الخبرة مع الدول العربية بشأن حكم وإدارة البلاد، ويحرص الجانب الصيني علي إجراء التعاون العملي مع الدول العربية وفقا لمبدأ المنفعة المتبادلة والكسب المشترك.