تيقن الجميع الآن أن الحديث عن قرب المصالحة بين مصر وتركيا، هو شيء من الوهم والخيال..فقد أصابت التكهنات والوحي الخادع بعض الأقلام التي راحت في اتجاه أن مصالحة علي وشك الحدوث، وتحدثت العديد من وسائل الإعلام عن طرق أبوابها، حتي أن أحد الإعلاميات الكويتيات المعروفة بقربها من دوائر مخابرات عدة دول عربية وأجنبية، «افتكست» أن أردوغان سيزور مصر 2 فبراير الماضي.. وما كان كل ذلك، إلا إلهام كاذب يبشر بوهم أن مصر وقيادتها من الممكن أن تتنازل عن حقوقها ممن اعتدي عليها لفظياً، وتدخل في شئونها النفيسة، وحمي وأوي ودعم إرهاباً تخرج من براثنه نار حرقت وتحرق العديد من الدول.
لم أشك للحظة في وطنية القيادة المصرية، ولم أذهب في اتجاه قرب تلك المصالحة، حتي إن شواهد مساعي السعودية الحثيثة لتقريب وجهات النظر، جعلتني أجزم بأنه إن وقعت المصالحة «المشروطة» لن تكون قريبة كما تخيل البعض، كما أنها ستكون مثل المصالحة الباهتة مع «العديلة» قطر.
حديث وزير الخارجية التركي منذ أيام في الرياض حول تطبيع علاقات بلاده مع مصر، لمس قلوب البعض ولكنه لم يمس عقولهم، فراحوا في الاتجاه الخادع بنجاح وساطة الصلح، إلا أن رد الخارجية المصرية بعد ذاك الحديث بساعات كان حاسماً بأن الأزمة مع تركيا مازالت مستمرة..ولم يجد أردوغان الأرعن رداً علي هذا الحسم لحفظ ماء وجهه، إلا الحديث بوقاحة لوسائل إعلامه الأحد الماضي بأنه لن يقابل الرئيس السيسي إلا بعد إسقاط أحكام الإعدام عن الإخوان الإرهابيين القابعين في السجون، وكأنه هو من يضع الشروط، وتخيل أن الرئيس يريد لقاءه، وتناسي أنه رفض الجلوس معه مرتين في الرياض للصلح..من الواضح أن غباء أردوغان يزداد منذ تبديد حلمه في الخلافة وسقوط الإخوان في 30 يونيو، ولم يفهم درس: أننا من نضع شروط أي صلح، ولم ولن ننسي أبداً أعداءنا.