التحرك المصري الواعي والمدروس بعناية ودقة بالغين علي الساحة الدولية شرقا وغربا، أصبح بلا جدال لافتا للأنظار ومحطا للاهتمام من جميع مراكز ومواقع الرصد والتحليل الاقليمية والدولية، ذات الثقل والوزن، والتي أصبحت تتابع بجدية بالغة ذلك التحرك وتوجهاته ودلالاته، وما يسفر عنه من نتائج. ولا مبالغة في القول بأن هذه المحافل وتلك المراكز، تعطي أهمية بالغة للزيارة التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي حاليا للصين، ولقاءاته ومباحثاته المتعمقة مع الرئيس شي جين بينج وجميع المسئولين الصينيين، وما تناولته هذه المباحثات من قضايا وموضوعات، وما أسفرت عنه من نتائج إيجابية بالغة الأهمية. ويزيد من هذه الأهمية، ويعمق من تلك الايجابيات، ذلك الثقل النوعي والوزن المادي والمعنوي الكبير لكلتا الدولتين علي الساحات الاقليمية والدولية، ابتداء من المنطقة العربية والشرق أوسطية وامتدادا إلي أفريقيا وأسيا وغيرها، في ظل التأثير المتنامي والمؤثر للدولة الصينية علي الساحة الدولية، وأيضا الوجود الفاعل والمؤثر للدولة المصرية كقوة إقليمية في محيطها العربي والافريقي والشرق أوسطي. وسواء نظرنا إلي الزيارة من منظور تقوية ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين، في إطار السعي المصري الجاد والواضح لتنمية العلاقات مع جميع القوي والأطراف الدولية المؤثرة والفاعلة علي الساحة الدولية، وعدم قصرها علي دولة واحدة أو مجموعة قوي ودول بعينها دون أخري. أو أخذناها من منظور خصوصية العلاقة المصرية الصينية بالذات، وما يربطهما من مواقف تاريخية وتعاون مشترك منذ اعتراف مصر بالصين في عام ١٩٥٦ وتعاونهما في مجال عدم الانحياز وغيره،...، فإننا نكون أمام زيارة مهمة بكل المقاييس المتعارف عليها. وفي هذا الاطار، يصبح التعاون المصري الصيني في جميع المجالات محطا للانظار، موضعا لاهتمام الجميع خاصة بعد ان تم الاتفاق بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينج، علي إقامة علاقة شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين، ايذانا ببدء حقبة جديدة من التعاون المشترك يرتقي بالعلاقات إلي آفاق أوسع وأرحب علي جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية أيضا،...، وهو ما يمثل بالفعل نقلة نوعية كبيرة في مسيرة العلاقات بين مصر والصين. وفي هذا الاطار أيضا فإننا لا نتجاوز الواقع إذا ما قلنا، ان الزيارة وما تم فيها من انجازات وما أسفرت عنه من نتائج كانت وبحق ناجحة كما وصفها الرئيس الصيني في ختام مباحثاته مع الرئيس السيسي.