ارتبط معى ارتباطاً شديداً بالتفكير، تدوين ملحوظات هامة.. سريعة، بدونه لا أستطع أن أعرض ما بخاطري، ولا يستطيع الكثير منا أن يبدأ فى كتابة خبرا أو مقالا بدون أن يحتضن قلمه المفضل، أو على الأقل يكتب خطوطاً عريضة يتولد منها الباقى.
يواجه «القلم» تحديات كبيرة، تريد أن تقضى عليه وعلى ثقافته، خلال الفترة الماضية اضطرت بعض الصحف الورقية أن توقف الطبع والاتجاه إلى الديچيتال، و مؤخراً أعلنت جريدة الاندبندنت البريطانية أنها ستوقف طباعة نسختها اليومية والنسخة الأسبوعية فى أواخر شهر مارس المقبل، وستكتفى «بالديچيتال» والموقع الإلكتروني، الأمر الذى اعتبره العديد نهاية عصر من الثقافة وبداية لعصر جديد.
اتجهت تلك الصحف إلى الإلكترونى بسبب الإعلانات، و»traffic» أو ذلك الزحام وجمهور المتابعين على الموقع الإلكترونى والذى يبدّل بالدولارات، والجدير بالذكر أن الاعلانات على المواقع أو على الموبايل، تواجه الآن مشاكل كبيرة، والمعلنون حول العالم لديهم العديد من الاعتراضات بسبب الحسابات الوهمية أو المشاركات التى لا تثمر، حيث ما الهدف من وصول الإعلان لمليون مستخدم أو أكثر ولكن لا أحد يهتم بالاعلان، فكثير من المستخدمين حول العالم بمجرد رؤيته للإعلان يسارع بإغلاقه وكأنه «فيروس» سيصيب الكمبيوتر أو الموبايل.
الصحف الورقية ما زال لديها فرصة للمنافسة وليست الأخيرة ويجب علينا جميعاً الاهتمام بها وبأهمية القلم، وإنماء تلك الثقافة والصحف الورقية دائماً وستظل.. هى تلك المساحة التى يخلقها رئيس التحرير ومديرو التحرير والمحررون مع القاريء، الذى يهتم بقراءة هذا الرأى ووجهة نظرهم تجاه الأمور التى تشغله وتعبر عنه، وتلك هى النقطة المهمة والتى تغيب قليلأ فى النسخ الالكترونية التى تكتفى بنقل الخبر فقط، ويعتبر المحتوى المقدم هو من سيحدد الاستمرار سواء للورقى أو الإلكترونى.