عبر كل المحن والشدائد يؤكد قضاء مصر الشامخ  نزاهته وسمو أخلاقيات رجاله عبر كل العصور. استطاع هذا القضاء ان يصعد ويتحدي كل محاولات النيل منه أو الاقتراب من حصون عدالته والتي تستمد مقوماتها من عدالة السماء. وكان لقضاء مصر ورجالاته العظام كل الفضل في اجتياز محنة محاولة سرقة مصر عندما تولي الحكم فيها بعض الطغاة الذين ارتدوا زيفا ثوب الدين وهو منهم براء. اجتاز قضاء مصر ورجالاته العظام محاولات التشكيك وزعزعة الثقة ليظل شامخا يرفع هامة الوطن. واعتقد ان الدولة مطالبة خلال الفترة القادمة ببحث مشاكل القضاء وخاصة الاتهامات ببطء عمليات التقاضي والتي لايعود السبب فيها للقضاة وانما للاجراءات الادارية والروتين وقدم الآليات والوسائل التي تستخدمها المحاكم والتي يعاني منها القضاة اشد المعاناة. واقصد هنا بالتحديد العناصر البشرية المساعدة سواء من يكتبون الجلسات أو من يقومون بحفظ الملفات واستخدام الاسلوب اليدوي في كتابة التحقيقات نتيجة عدم ادخال الوسائل التكنولوجية الحديثة أو صقل خبرات ومهارات العناصر البشرية المساعدة للقضاة الاجلاء خلال تأدية عملهم. اعرف ان هناك حركة لتطوير المحاكم ولكنها تتم ببطء شديد فلا توجد استراحات تليق بالقضاة او حتي دورات للمياه أو مكيفات للهواء وخاصة خلال موسم الصيف. ايضا عدم وجود حراسات لكثير من القضاة وعدم وجود حراسات مدربة داخل المحاكم أو خارجها. وبالطبع فإن ذلك يمتد لمباني ومكاتب النيابات والتي تشكل كلها منظومة للقبح والاهمال وعدم الصيانة. قضاة مصر الشرفاء ورجال النيابة يعانون الأمرين خلال تأدية عملهم المقدس. واعتقد ان الاصلاح القضائي لايشمل فقط القوانين والتشريعات ولكنه يمتد لدور العدالة وكل الظروف والملابسات الصعبة التي يعمل فيها قضاة مصر الشرفاء الذين ننحني جميعاً اجلالاً وتقديراً لصفحات الشرف التي كتبوها منذ ٢٥ يناير وحتي اليوم. والتي  جاءت امتدادا لتاريخ طويل ارتفعت فيه هامات العدالة لتباهي به مصر كل الأمم.