ولأننا استمرأنا النقل دون إعمال العقل فتم غزونا بالأفكار الرديئة والبضائع الرخيصة حتي بتنا مقصدا للفرجة العجائبية الغرائبية أمام العالم، ومع ذلك مازال بيننا من يتباهي بما لدينا من نقل وكأنه علم وسرب لنا أن استيراد البضاعة ضرورة للعولمة.. ونسينا علة التقدم لأي بلد في الدنيا وعلي مدي التاريخ الإنساني وهي القدرة علي استخدام العقل لا النقل. لكن لماذا اكتفينا بالنقل دون العقل..؟! واعتبرنا الناقل عالما وصاحب العقل متآمرا.. وباتت أسواقنا نهبا للبضاعة الرديئة وناقل البضائع من بلادهم لبلادنا رجل أعمال وصاحب المصنع طامعا وفاسدا..وبات التفكير تهمة ترمي بكل ما امتلكت لغتنا من لعنات بداية من الزندقة حتي العمالة.. وبداهة كلنا نعرف أن العقل مناط التفكير..حتي إن المفكر الكبير عباس العقاد وضع كتابا تحت عنوان »التفكير فريضة إسلامية»‬ وأثبت من خلال الآيات القرانية قداسة التفكير والدعوة الملحة له.. ومع ذلك نميل للحفظ والتكرار ونقل الخلف عن السلف وإن تغيرت الظروف والأحوال..وننسي أنهم رجال ونحن رجال ونملك عقولا كما امتلكوا عقولا.. وتقدمت عقولنا عنهم خطوات كطبيعة الأشياء. ونتهم جهلا كل من فكر وتدبر وساءه سوء أحوالنا بتهم ليس أقلها الإلحاد والزندقة وننعتهم بسوء القراءة والجهل لأنهم خالفوا النقل وتدبروا النص واعملوا الفكر في كتب تراثنا التي وضعها بشر ينقلون عن عصور لم يعيشوها وتحروا الدقة فيما ينقلون لكن يظل الخطأ واردا كالصواب لأنهم رجال يخطئون ويصيبون كبشر. ولا أفهم كيف يمكن ترجمة دعوة رئيس الجمهورية بتجديد الخطاب الديني إلا بالتفكر فيما بين أيدينا من كتب تراثية نعتمدها في خطابنا الديني وكأن الحياة توقفت عندها..من يحمل لافتة »‬ليس في الإمكان أبدع مما كان» لايريد خيرا بهذه الأمة ويجاهد بالنقل دون العقل حتي يبقي علي سر التخلف.