هل تتفقون معي أن هناك حالة من التربص تجري حاليا لطمس معالم إنجازات ضخمة لم تكن تتحقق في ١٠ سنوات؟
هل تتفقون معي أن هناك انفلاتا وفوضي في طريقة النقد والاعتراض؟
هل تتفقون معي أن المصالح الشخصية أصبحت تطغي وتتقدم علي مصلحة البلد؟
ربما يختلف معي البعض، ولكن ظني أن الأغلبية تتفق معي، فمن ينكر حجم ما تم إنجازه من مشروعات طاقة ولدت كهرباء تعادل ما تم خلال الـ٣٠ سنة الماضية أو أكثر، وأن شبكة الطرق الجديدة تجاوزت ٣٥٠٠ كيلو متر بالإضافة إلي ما تم صيانته، وحفر قناة السويس، والبدء في مشروع الضبعة النووي، والتسليح المتطور الذي جعلنا آمنين مطمئنين بفضل الله وبفضل ما أعددنا لأعدائنا ما استطعنا كل هذه إنجازات أنفق عليها مئات المليارات، وكان يمكن للقيادة السياسية متمثلة في رئيس الجمهورية أن ينفق هذه المليارات علي الشباب عن طريق توزيع ٢٥ أو ٣٠ ألف جنيه علي كل شاب لبدء مشروع، ويستفيد ملايين الشباب، وتخرج وسائل الإعلام تهلل وتقول يحيا السيسي يحيا السيسي، كما حدث أيام الرئيس الراحل عبدالناصر عندما وزع الأراضي المؤممة علي الفلاحين ما بين ٣ و٥ أفدنة عن طريق قانون الإصلاح الزراعي، وخرج الشعب يهتف بحياة عبدالناصر حبيب الملايين، وكانت النتيجة الآن تفتيت الأرض الزراعية، وتآكلت الأرض الزراعية وضاع ما يسمي بالتركيب المحصولي، ووصلنا إلي الحال الذي نستورد فيه أكثر من نصف غذائنا بعملة صعبة مجنونة.. ولو كان الرئيس عبدالناصر وقتها أصدر قانونا يضمن حق الفلاحين والمزارعين، وبدلا من توزيع عقود تمليك جعلها عقود حق انتفاع، كانت هذه الأرض باقية إلي الآن وما بدد الفلاحون أراضيهم في البناء عليها أو استغلالها في زراعة محاصيل لسنا في حاجة إليها فمساحة الأراضي المزروعة برسيما «أكل الحمير» أكثر من المساحة المزروعة قمحا «أكل البشر» وأكثر من المساحة المزروعة «قطنا» كساء «البني آدمين».. ولكن الفلاح حر في أرضه التي وهبتها له الدولة ومن حقه أن يزرع ما يكسب منه أكثر، وطظ في المصلحة العامة طظ في مصلحة البلد.. وحتي لا يفسر أحد من ضيقي الأفق ما أقوله أنه هجوم علي الزعيم الراحل عبدالناصر، فإنني أحب عبدالناصر ولكن لو كان فكر في المستقبل ما استجاب لمن حوله ولمستشاريه الإعلاميين الذين كانت أعينهم علي خلق الشعبية بأي ثمن!
هناك طرق كثيرة محفوظة، يمكن أن يستغلها ويطبقها السيسي لخلق شعبية ويصبح السيسي حبيب الملايين، كان يمكن أن يستخدمها السيسي كما فعل زعماء آخرين لكنه فضل مصلحة مصر والمستقبل علي مصلحة شخصية زائلة.. ورغم ذلك فهو - رغم أنف المتربصين - حبيب ملايين، ولكن هؤلاء الملايين الذين يقدرون ما يفعله السيسي يعملون ويكدون، ولا وقت عندهم للهتاف.
المنتقدون يستثمرون حالة الحرية الموجودة فتسبق ألسنتهم وأقلامهم عقولهم. لابد أن ننتقد بموضوعية دون تجريح ودون النظر لمصلحة شخصية.
آخر كلمة
الهدم أسهل من البناء، وقلة الأدب أسهل من الأدب، والمستسهلون كثر.