اينما  توجه بصرك أو ترهف  سمعك ، فثمة ما يستدعي الحسرة ، بل يوجبها !  من أين نبدأ ؟ ماذا نتناول ، وعم نغض الطرف؟ فيض من المواقف والاحداث كلها تدعو للتشاؤم الذي نرفضه لكن مانراه ونسمعه يجرنا جراً في اتجاه اجباري تشير إليه لافتة عريضة ، تحمل كلمة  واحدة : تحسروا ! سأكتفي فقط باشارات دالة تتعلق بالحق  في استخدام القوة  للضبط الاجتماعي ، والبداية من واقعة إعلان حركة اطلقت علي نفسها اسم »‬حق شهدائنا» مسئوليتها  عن حرق سيارة ابن المرشد  بديع.  والسؤال : لماذا منحوا أنفسهم هذا الحق؟ ولماذا لا يلجأون للسلطات المعنية، اذا ما كانوا قد رصدوا خروجاً علي القانون من جانب النجل؟ وماذا عن رجل الشرطة الذي منح نفسه صلاحيات النيابة والقضاء، وقتل متهماً المفترض أن يحرسه ويحميه ، وتحت زعم انه استفزه يرديه قتيلاً؟! وكيف نقبل بأي تبرير لانسحاب القوات المكلفة بإزالة  التعديات علي املاك الدولة بالمنوفية ، قبل أن تنجز مهمتها ؟ ألا يدعو ذلك الموقف لاجتراء علي القانون، ومن يقوم علي تنفيذه في وقائع متشابهة؟ وأي مبرر يجعلنا نتقبل استمرار  مسلسل  الهجمات علي المنشآت  الشرطية تفجيراً ،وقتلاً لمن فيها ، رغم التعهدات العلنية لوزير الداخلية  بالقضاء علي هذه المهزلة؟ وتصل المأساة لذروتها عندما يتم احالة ضابط شرطة للتحقيق، بعد  ضبطه متلبساً بقيادة ميكروباص ، معترفاً بأنه امر معتاد عليه! كيف أن نتصور ان بإمكانه ان يكون رمزاً لهيبة الدولة، واقرار القانون في اوقات فراغه بعد أن تنتهي ورديته كسائق؟! ألا تدعو تلك المشاهد وحدها للحسرة علي العباد والبلاد؟!