لا أريد أن أزيد الناس ألما علي ماهم فيه من ألم، بخصوص أزمة أو قضية العاملين المصريين في ليبيا، والأخبار المتناثرة والمنتشرة هنا وهناك حول المجموعة المختطفة علي يد تنظيم «داعش» الإرهابي،...، ولكني بالرغم من ذلك لابد أن أقول دون تردد وبكل الوضوح، انني لا أثق في «داعش» أو أي تنظيم أو جماعة إرهابية، خارجة عن الشرع والدين، وتكفر الناس وتقتلهم، وتستبيح دماءهم، وتخالف كل القيم الإنسانية والسماوية والأخلاقية. ولذلك  فالأمل، مجرد الأمل، في ان تحسن «داعش»، أو غيرها من جماعات التكفير والتطرف والإرهاب معاملة المصريين المتواجدين في ليبيا، هو وهم لا محل له، ولا يجب علي الاطلاق الاعتماد عليه، أو التمسك به بأي صورة من الصور،...، وإلا نكون مثل الظلمآن في الصحراء، الذي يجري وراء السراب متصورا انه ماء، في حين أنه مجرد وهم لا ظل له علي أرض الواقع. اقول ذلك رغم ما أتمناه من نجاة لكل المصريين العاملين في ليبيا، وعودتهم سالمين الي أرض الوطن، وبالرغم من تضامني مع أهلهم وذويهم وما يشعرون به من قلق عليهم،...، ولكن هذه هي الحقيقة التي يجب أن نعلمها ونقر بها جميعا، وان نتعامل مع هذه الأزمة علي أساسها، وإلا كنا كمن يدفن رأسه في الرمال ويتصور ان أحدا لا يراه. من هنا، وفي اطار المصارحة الواجبة في هذه القضية، ومع احترامي الكامل لكل الجهود المبذولة من جانب الدولة، وكل الاتصالات والمتابعات التي تقوم بها الاجهزة المعنية، وفي مقدمتها خلية إدارة الأزمة المكلفة بالتعامل معها،...، إلا ان ما يجب ان يكون واضحا للجميع، هو انه لا أمان ولا سلامة لأي مصري متواجد علي الأراضي الليبية الآن، في ظل وجود جماعات التطرف والتكفير والإرهاب هناك،...، وهذا يعني أمرين لا ثالث لهما، أولهما: عودة كل المصريين المتواجدين هناك، وثانيهما المنع التام لسفر أي مصري الي ليبيا في ظل هذه الظروف.