يتعجب الكثيرون من السلوك العدواني القطري العلني تجاه مصر، والمستتر تجاه السعودية.ويتساءلون : لماذا لاتتفرغ هذه الدولة الشقيقة، لاستغلال النعم التي أنعم بها الله عليها، في إسعاد شعبها بدلا من إثارة الفتن وإشعال الحرائق في الدول العربية والاسلامية. المتأمل في تاريخ دولة قطر منذ تأسيسها علي يد محمد بن ثاني شيخ قبيلة العضيدات، وهي أصغر قبائل شبه الجزيرة القطرية الخمس، يكتشف ان حكام هذه الدولة منذ تأسيسها منتصف القرن التاسع عشر، يتوارثون عقدة الخوف من الجارين العملاقين، السعودية وإيران، بالاضافة إلي مصر ناهيك عن القبائل الاخري في شبه الجزيرة.ولم يجد هؤلاء الحكام منذ عهد محمد بن ثاني، علاجا لهذا الخوف المتوارث، سوي السعي لطلب الحماية من دولة كبري، حتي يناموا بلا خوف. فقد لجأ حاكمها الأول محمد بن ثاني إلي الدولة العثمانية وتم تعيينه قائم مقام قطر. ومع ضعف الدولة العثمانية. لجأ حفيد بن ثاني إلي البريطانيين بنفس الطلب لحمايته.ورغم ظهور النفط في قطر وزيادة انتاجه في الستينات واكتشاف حقل غاز الشمال الاكبر في العالم. لم يتخلص حكام قطر من عقدة الخوف من العملاقين العربيين إضافة إلي إيران رغم ان الدول الثلاث لم تمس قطر بأذي لكنه الخوف المتوارث. فما كان من حاكمها الثامن حمد بن خليفة، إلا اللجوء للولايات المتحدة لحماية حكم الاسرة مقابل تقدم هدايا ثمينة للمستعمر الامريكي تمثلت في قاعدتين عسكريتين، وتنفيذ أي املاءات لأمريكا والصهيونية العالمية. ورغم ترك حمد الحكم لابنه تميم مازالت عقدة الخوف تطارده وأسرته حتي الآن !!