كان لي شرف لقاء الملك سلمان عاهل المملكة العربية السعودية عندما كان أميرا للرياض وكنت مرافقا للمهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة الاسبق والذي كان يحمل معه رسالة شفهية من الرئيس الاسبق مبارك. لا أبالغ عندما اقول ان اللقاء الذي تجاوز نصف الساعة كان كله حديثا عن مصر وروي لنا جلالة الملك سلمان العديد من ذكرياته في مصر وحبه للثقافة وكان كريما عندما قال انه كان من عشاق صحيفة اخبار اليوم. اقول ذلك وانا اتابع اليوم الزيارة التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي للملكة العربية السعودية ولقاءاته مع القادة السعوديين وفي مقدمتهم خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز. تأتي الزيارة في اطار التنسيق الكامل بين البلدين وعلي ضوء المواقف السعودية منذ قيام ثورة ٣٠ يونيه والتي سوف يظل الشعب المصري يذكرها لخالد الذكر المرحوم الملك عبدالله والذي كان لمواقفه الاثر الكبير في دعم العالم لثورة الشعب المصري. تأتي الزيارة وسط محاولات مستميتة من جانب جماعات الافك والظلام والارهاب وهي تحاول الوقيعة بين البلدين الشقيقين جريا وراء سراب خادع بان هذه العلاقة ليست من القوة التي تجعلها تصمد أمام  تلك المحاولات . تناسي هؤلاء ان مواقف القادة السعوديين هي مواقف شعب ودولة اسسها رجل عظيم كان يكن كل المحبة والتقدير لمصر وهو المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس المملكة والذي وضع منهجا وشيد طريقا وسياجا لمواقف بلاده تجاه كل الاشقاء. من الطبيعي ان يكون هناك خلاف في اسلوب ادارة الحكم والذي يتجاوب ويتفاعل مع كل التحديات المحدقة بالامة العربية بالاضافة للعديد من السمات البشرية التي تجعل هناك خلافا في الاسلوب والاداء حتي بين الاشقاء. زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للسعودية اليوم هي ابلغ رد ودليل علي الموقف الواحد والتنسيق الدائم بين جناحي الامة العربية. زيارة ترد علي كل دعاوي الافك والاثم والبغي والعدوان.