الحمد لله والشكر لله.. مع اقتراب مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي من اختتام اعماله اليوم .. بعد جلسات  ولقاءات ومشاورات ومفاوضات واتفاقات بيننا وبين المشاركين.. فإن الإيجابية التي اتسمت بها هذه الانشطة تبُشر بالخير لمصر المحروسة. هذا الأمر يدعو الي التهنئة بنجاح  الاعداد للمؤتمر كي يحقق ما نتطلع اليه. لقد اسعدني كما اسعد كل مصري ما حظي به المؤتمرمن اهتمام علي المستوي العربي والدولي والاعلامي وهو ما يعد انجازا للمبادرة التي أطلقها الراحل العظيم خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمة الله عليه - لعل ما يزيد من سعادتنا ويرفع من روحنا المعنوية ويقوي من عزيمتنا.. مظاهر التضامن والحماس التي صاحبت المشاركة العربية. هذه المشاعر عبرت بالدعم والمساندة علي عظمة دور ومكانة مصر والاعتراف بما يمثله الحفاظ علي امنها واستقرارها من قيمة كبيرة لصالح الامن القومي العربي. الشيء المؤكد أن الوصول بنتائج هذا المؤتمر لما هو مرجو من ورائه يبدأ من حيث ما انتهي وليس ببدايته .. علي ضوء هذا النجاح المتوقع فإننا مطالبون علي كل المستويات بتعظيم العمل وبذل الجهد لتحويل  كل المبادرات التي اعلنت في المؤتمر المدعمة بالاجراءات الفاعلة من جانب الدولة المصرية.. الي مشروعات عملاقة لتحقيق التنمية. الاقدام علي تحويل هذه الاحلام والآمال الي حقائق علي ارض الواقع يتطلب ان يسود الوعي والادراك كل المستويات والايمان بأن اقامة هذه المشروعات تعني ارتفاعا في معدلات التنمية. نجاحنا في هذه الخطوة يعني فرص عمل تقضي علي البطالة بما يؤدي الي تصاعد في مستويات المعيشة وصولا الي الازدهار والحياة الكريمة التي يستحقها شعب مصر. كل هذه الانجازات مرهونة بالتخلي عن التعامل مع احداث مؤتمر شرم الشيخ ونتائجه-  كما تعودنا في كثير من المناسبات المشابهة- باعتباره هوجة تنطفيء جذوة حماسنا لها بعد انفضاض اعماله.   ليس مقبولا بأي حال وفقا لهذه العادة السيئة العودة الي رتم التعامل البيروقراطي الذي يجهض كل ما كان متوقعا. لاجدال ان نجاح هذا المؤتمر يقوم علي مدي قدرتنا في الاستثمار الصحيح لنتائجه التي من المفروض أن تصب بكل قوة لصالح التنمية الاقتصادية والاجتماعية للوطن المصري. ايجابية هذه الخطوات تتطلب جدية الالتزام بكل ما استهدفته خطوات الاصلاح الاقتصادي والقوانين الصادرة لتحفيز وتشجيع الاستثمار مع الضرب بيد من حديد علي كل اخلال من جانب الفساد الأداري لتفريغها من مضمونها  وحتي تكون هناك فاعلية لتحقيق مانتطلع اليه من خير لابد وأن يكون هناك جهاز علي اعلي مستوي للمتابعة والتواصل وهو يمكن ان يكون علي شكل امانة عامة تحظي قراراتها بالاحترام من كل أجهزة الدولة. بالطبع فإنه يتحتم ان يكون مفهوما للكافة ان العائد الذي ننتظره لن يأتي علي مدي الايام او الاسابيع القادمة.. وإنما يحتاج اذا خلصت نياتنا وتعاظم جهدنا وعملنا الي شهور وسنوات تقل او تزيد وفقا لمدي تجاوبنا واخلاصنا. المهم أن نكون جادين ومتفائلين يتسم تحركنا علي المستوي الشعبي وعلي كل مستويات المسئولية  بالاصرار علي تحقيق الاهداف. هنا لابد ان أقول بأن ماسوف يحققه هذا المؤتمر من انجازات لابد أن يحسب لصلابة ارادة الشعب المصري. ولا يفوتني مع نهاية مؤتمر مصر المستقبل أن أشيد  بالدور الذي قامت به حكومة المهندس محلب في الاعداد لاستقبال هذا الحشد الضخم من رؤساء الدول وممثلي المؤسسات الاقتصادية والصناعية علي مستوي العالم. وفي هذا المجال فإن الانصاف يتطلب أيضا أن أحيي ماتم اتخاذه من اجراءات وترتيبات لتأمين هذا المؤتمر سواء من جانب الشرطة أو قواتنا المسلحة وكذلك ما أقدم عليه اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء وعاصمتها شرم الشيخ التي تعد لؤلؤة السياحة المصرية. لقد اضافت المبادرات والتجهيزات التي اشرف عليها  المزيد من التحسين والتجميل لصورتها التي حباها الله بكل مقومات الازدهار. اخيرا لابد من الاعتراف بان محصلة النجاح الذي سيتحقق من وراء مؤتمر شرم الشيخ يعود اولا واخيرا الي ثورة ٣٠ يونيو وما ابداه الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي من رؤية صائبه وانفتاح علي كل دول العالم. »‬للحديث بقية»