رغم كل مظاهر الفرحة التي ارتسمت علي وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ صاحبتها ايضا مشاعر أثقال من الهموم والانشغال والخوف علي مستقبل مصر. مصر التي خاطر بحياته من أجلها وهو يستجيب لمطالب وإرادة شعبه في التغيير وإزاحة كابوس ثقيل من حكم الإخوان الذي كاد يطبق علي عنق مصر وشعبها وأمتها العربية. مظاهر سعادة كاد يصاحبها صوت من القلب يدعو لوطنه ولشعبه ويلمح في الافق تباشير فجر جديد تتحقق فيه كل الاماني في حياة كريمة ومطمئنة تليق ببلد لم يعد يملك سوي تراث حضارته وارادة ورغبة في مستقبل أمن ومطمئن. وبعيدا عن لغة الارقام ومليارات الدولارات من الاستثمارات الجديدة أو الدعم والقروض فان أكبر نجاح حققه الرئيس هو إعادة الثقة في مصر. ثقة كفيلة بفتح كل الابواب التي حاولت قوي التطرف والارهاب والعنف أن توصدها. نجح الرئيس في ان يعيد بوصلة سفينة وطن كانت توشك علي الغرق وهي تواجه تحديات كثيرة. تحديات ربما لا تكون جديدة علي مصر او شعبها ولكنها للمرة الاولي تأتي مرة واحدة. فقد تسلم الحكم وخزائن مصر خاوية إلا من قروض كان هو ايضا صاحب الفضل في وصولها وتكاد بالكاد تمثل غطاء يحمي الوطن من السقوط. تسلم الحكم لتبدأ افاعي التطرف والعنف محاولاتها اليائسة لبث سمومها واحقادها سواء في الداخل أو من الخارج. تحديات تتمثل في اخطار خارجية علي كل حدودنا وتمثلت ايضا في تضييق الخناق حول الدول العربية والخليجية والتي تمثل جزءا من منظومة الأمن القومي وخطا أحمر لا تسمح مصر لاي قوي خارجية بتجاوزه. تحديات تمثلت في صورة انهيار كامل في الخدمات ومرافق البنية الاساسية وملايين الافواه الجديدة التي تطلب المسكن والغذاء والدواء. صعب ان تجتمع الفرحة والهم لكن يبقي الامل والاخلاص والارادة قادرة علي فعل المستحيل.